هاجم
عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة، وأمين عام حزب العدالة والتنمية، الدعوة إلى إدخال "الدارجة"،
اللغة العامية، في
المناهج الدراسية بالمغرب، واصفا المحاولة بـ"المؤامرة" التي تستهدف
اللغة العربية والتعليم بالمغرب، متهما البعض، في إشارة إلى رجل الأعمال نورالدين عيوش صاحب دعوى "تدريج التعليم"، باستغلال علاقتهم بالملك أو بعض الأمراء من أجل التشويش على مكانة اللغة العربية مادةً أساسيةً في التعليم.
وقال بن كيران، خلال كلمة نشرها موقع حزبه الإلكتروني، السبت، في إطار الندوة الشهرية التي تنظمها الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية حول ملف التعليم: "علينا أن نكون واضحين مع المغاربة، ما المقصود بالدعاوى الملغومة التي يروجها البعض؟ هذه الدعوى التي يروج لها أشخاص لا علاقة لهم بالموضوع، وتتداولها بعض وسائل الإعلام، يتذرعون مرة بالملك، ومرة باتصالهم بالأمراء".
وسجل بن كيران، في كلمته أن "الملك هو من أعطى المجلس الأعلى للتعليم الحق في نظر موضوع إصلاح التعليم برمته، وليس لأن يتورط هو في مثل هذه القضايا، والملك هو أعلم الناس بالأسس التي قام عليها
المغرب، ومنها اللغة العربية".
وحذر بن كيران، من مغبة وصول "عيوش" ومن معه إلى تحقيق أهدافهم، معتبرا أن "نجاحهم فيما يسعون إليه، سوف تكون له نتائج سلبية جدا على البلد، فمن مرتكزات الدولة والاستقرار والعرش اللغة العربية، حاولوا لإثارة النزاع بين العربية والأمازيغية، لكنهم فشلوا، وفشلت كل محاولاتهم لتحييد العربية لصالح الفرنسية، التي ليس لنا مشكلة معها".
وسجل بن كيران، أن "المغاربة أمة مسلمة اختارت أن تتواصل باللغة العربية، إضافة إلى الأمازيغية، التي وضعها الدستور لغة رسمية ثانية إضافة للعربية، وليس هناك لغة رسمية أخرى، وكل هذا مضيعة للوقت".
بن كيران تطرق في كلمته إلى اللغات الأجنبية، معتبرا أن المغرب يتعامل باللغة الفرنسية دون حرج، مشيرا إلى أنه لا حاجة للحديث اليوم عن تدريس اللغات، لأننا متفقون على تدريس اللغات، وأن نعلم أبناءنا أن يبرعوا فيها، سواء كانت الفرنسية أو الإنجليزية".
وأضاف بن كيران: "دعوني أقول لكم كوني رجل دولة، أتحرك في العالم كله، إن كان من الممكن أن نختار، سوف نختار الإنجليزية، لأنها لغة العصر، وهي لغة العلم والبحث العلمي، وهي لغة التكنولوجيا، وهي لغة التجارة، ونحن في الدول العربية نحتاج إلى اللغة الإنجليزية، حتى نكون واضحين".
واعتبر أن المغرب فعلا مر بأزمة في علاقته مع فرنسا، وأن الرئيس هولاند استقبل الملك محمد السادس، فرنسا صديقة المغرب، وحليفة له، وصداقتنا غير قابلة للفض، ولكن ليس قدرا من الله أن تظل الفرنسية هي لغة المغاربة إلى يوم القيامة".
وتمنى بن كيران أن تصبح الإنجليزية هي اللغة الأجنبية الأولى في المغرب، بعد اللغتين العربية والأمازيغية، قائلا: "وأنا كوني رئيسا للحكومة لم أندم على شيء قدر ندمي على عدم تعلمي اللغة الإنجليزية جيدا، ففي الأمم المتحدة الإنجليزية، وآسيا كذلك، وأوروبا، وحتى السعودية، ضروري الحديث بالإنجليزية".
وتابع بن كيران، الذي كان يتحدث وسط قيادة حزبه: "لا يخفى عليكم، شغلي وحرفتي هو التعليم، وعضو في اللجنة الخاصة للتعليم التي أنشأها الحسن الثاني، وفي المجلس الأعلى من 99 إلى 2008 إلى أن توفي السي مزيان بلفقيه، خلصت إلى قناعة مطلقة، لا علاقة لتخلف التعليم باللغة التي يدرس بها المغاربة، ولو ظهر لي أن اللغة العربية هي المشكل، لن أتردد في أن أقولها، فاللغة ليست مقدسة".
وأضاف بن كيران أن "اللغة العربية تتعرض لمؤامرة تستهدفها، وهذه المؤامرة تتلبس في كل مرة بلبوس جديد، آخرها الدعوى إلى استعمال الدارجة (العاميّة)، من قبل أشخاص يتكلمون بالفرنسية، لابد أن يكون هذا الأمر مثيرا للانتباه".
وشدد بن كيران على أن موقف حزبه واضح من هذه الدعوة وما يشبهها وما يتناسل منها، فعوضا عن أن نتجه إلى الطريق الصحيح، الذي يقتضي تعريب "جامعاتنا"، أصبحنا نتحدث عن التراجع عن التعريب في مستويات أخرى، وكل مرة يأتون بِاسم (ذريعة) لتبرير ذلك، وهم يراهنون على أن ينسى المغاربة".
وكان نور الدين عيوش، رجل أعمال ورئيس مؤسسة زاكورة للتربية، قد رفع توصيات إلى الملك، و إلى الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للتعلِيم، عمر عزيمان، قبل حوالي سنة، يدعو فيها إلى اعتماد الدارجة لغةً في المدرسة المغربية، ونزع الطابع الديني عن التعليم الأولِي في المملكة، الذِي يقوم بتحفيظ القرآن الكريم لتلاميذ ما دون السابعة.