ابتلعت قائمة "في حب
مصر" الانتخابية -التي تحظى بدعم الدولة لتكون ظهيرا للرئيس عبد الفتاح السيسي في البرلمان المقبل- في جوفها غالبية تحالفات أحزاب
30 يونيو الداعمة للسيسي، بعد أن أعلنت الأخيرة اندماجها فيها، أو أعلن مرشحوها الانضمام إليها، قبل غلق باب الترشح الخميس، وقدمت اللجنة التنسيقية لقائمة "في حب مصر"، قوائمها كاملة للجنة العليا للانتخابات.
ويترأس "في حب مصر" رجل المخابرات السابق مدير مركز الجمهورية للدراسات والأبحاث السياسية والأمنية، اللواء سامح سيف اليزل، وتعتمد في مرشحيها على قائمة كان يعدها رئيس الوزراء الأسبق ومستشار رئيس الجمهورية، الدكتور كمال الجنزوري.
وقال المتحدث الإعلامي لـ"في حب مصر"، عماد جاد، في تصريحات صحفية، إن القائمة كان لديها مشكلة في العدد الكبير للمرشحين الذين طالبوا بالانضمام إليها، وكانت تفكر في استبعاد بعض الشخصيات نظرا لأن العدد لم يسمح.
وتضم القائمة عددا من الشخصيات العامة والأحزاب السياسية ذات التوجه الليبرالي، وهى أحزاب: المصريين الأحرار (مؤسسه رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس)، وحركة تمرد، ومستقبل وطن، وحركة الجمهورية الثالثة، واتحاد عمال مصر، والطرق الصوفية.
وتضم القائمة عددا من الوزراء السابقين، كوزير الإعلام الأسبق رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي أسامة هيكل، ووزير الرياضة السابق طاهر أبو زيد، علاوة على عدد من أساتذة الجامعات، ورئيس اتحاد عمال مصر جبالي المراغي، والدكتورة لميس جابر، ومؤسس حركة تمرد محمود بدر، ورئيس الجمهورية الثالثة طارق الخولي، ورئيس حزب المصريين الأحرار السابق الدكتور أحمد سعيد، ورئيس حزب المحافظين أكمل قرطام، ووزير الخارجية الأسبق السفير محمد العرابي.
وكذلك تضم القائمة رئيس حزب الغد محمد مصطفى موسى، ورئيس حزب مستقبل وطن محمد بدران، وعضو حزب المصريين الأحرار الدكتور حازم عبد العظيم، وعضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار الدكتور عماد جاد، ونقيب الأشراف محمود الشريف.
ومن الأسماء التي تضمها القائمة كذلك كلا من: رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية الدكتور عبدالهادي القصبي، ومارجريت عازر، ومي محمود، من حزب المصريين الأحرار، وممثلة عن المعاقين هي الدكتورة هبة هجرس، وغيرهم.
"الوفد المصري" يتفكك وينسحب
وفي الوقت الذي كان تحالف "
الوفد المصري" الذي يقوده حزب الوفد، قد أعلن مشاركته في تحالف "في حب مصر"، واتفاقه معه على تخصيص عدد من المقاعد (هبط من 20 إلى 10) في القائمة، إلا أن تعرض هذا التحالف للتفكك قبل ساعات من انتهاء فترة تلقي أوراق المرشحين، اضطره إلى إعلان انسحابه من "في حب مصر".
وقد شهد تحالف "الوفد المصري" هذا التفكك السريع بين الأحزاب المنضوية داخله، بعد ما انسحب كل من "الحزب المصرى الديمقراطى وتيار الشراكة الوطنية وحزب العدل والمؤتمر والغد منه، نظرا لانضمام حزب الوفد لقائمة "في حب مصر"، الذي شهد اعتراضات مختلفة من الأحزاب، التي كانت منضوية داخله.
ورأى كل من أحزاب: المصري الديمقراطي وتيار الشراكة والعدل، أنه من المرفوض القبول بالانضمام لقائمة "في حب مصر"، التي تعد تمثلا صريحا لتدخل الدولة في
الانتخابات البرلمانية، فيما رأى حزب المؤتمر والغد أن تحالف الوفد انتهى بمجرد بحث حزب الوفد عن مصلحته وحده في "قائمة في حب مصر".
والغريب أن عددا من هذه الأحزاب، وتحديدا الغد والمؤتمر، أعلنت انضمامها لتحالف "في حب مصر"، بعد انسحابها من "الوفد المصري".
ومن جهتهم، قدم مرشحو حزب الوفد على مقاعد "الفردي" أوراق ترشحهم إلى اللجنة دون التنسيق مع بقية أعضاء أحزاب التحالف.
وترشح عضو الهيئة العليا بالحزب، اللواء سفير نورعلى مقعد الدقي، في مواجهة الدكتور عمرو الشوبكي، الأمين العام للتحالف، بالرغم من الاتفاق مسبقا داخل التحالف على إخلاء المقعد للشوبكي.
"الجبهة المصرية" و"صحوة مصر" متماسكتان
من جهته، قدم ائتلاف "الجبهة المصرية"، قوائمه الأربع للجنة العليا للانتخابات الأربعاء.
وقال نائب رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية، وعضو المجلس الرئاسي للائتلاف، يحيى قدري: "المجلس الرئاسي للجبهة استمر حتى ساعات متأخرة من مساء الثلاثاء في الانعقاد، للانتهاء من بعض الإجراءات القانونية والإدارية الخاصة بالقوائم، وقدمنا قوائمنا للجنة العليا للانتخابات الأربعاء".
كما تقدمت قائمة "صحوة مصر" -التي شكلها عضو لجنة الخمسين السابق عبدالجليل مصطفى- بقوائمها للانتخابات.
وتضم القائمة كلا من: الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، والكتلة الوطنية، وتحالف 25 / 30، وجبهة "مصر جاية" إلى جانب عدد من الشخصيات العامة مثل وزير التضامن الاجتماعي السابق أحمد البرعي، ومؤسس حركة كفاية جورج إسحاق، والحقوقية منى ذو الفقار، والدكتور سمير مرقص، والمخرج خالد يوسف، وعمار علي حسن، وجلال أمين، ومرفت التلاوي، رئيس المجلس القومي للمرأة.
أحزاب تقاطع
وكانت أحزاب الوطن والبناء والتنمية ومصر القوية (ذات التوجه الإسلامي) قد أعلنت عدم مشاركتها في الانتخابات، كما أعلنت أحزاب العدل، والدستور والتيار الشعبي تحت التأسيس، ومصر الحرية، والتحالف الشعبي الاشتراكي، (وكلها تنتمي للتيار الديمقراطي) مقاطعتها كذلك للانتخابات.
وقال نائب رئيس حزب التحالف الشعبي، والقيادي بالتيار مدحت الزاهد: "معظم أحزاب التيار قاطعت الانتخابات، وفي انتظار قرار المحكمة الدستورية بشأن الطعن على قانوني مجلس النواب وتقسيم الدوائر، اللذين يشوبهما عوار دستوري".
وأضاف أن البرلمان المقبل سيكون ممثلا عن القوى التقليدية المعادية لثورة 25 يناير، ورجال الأعمال، ورموز الحزب الوطني المنحل، على حد قوله.
وتابع: "المجلس سيكون مفتتا، عبارة عن شظايا، لا أغلبية ولا أقلية، وسينحاز للرأسمالية بتخفيض الدعم عن الفقراء، وسيضيف تشريعات أكثر قيودا على حرية الرأي والتعبير في ظل دعم الدولة لقائمة محددة في البرلمان، وهي قائمة "في حب مصر"، على حد تعبيره.
الراقصة سما المصري تقدم أوراقها
إلى ذلك، شهدت محكمة جنوب القاهرة، صباح الخميس، تشديدات أمنية، خارج وداخل المحكمة، لدى تقدم الراقصة سما المصري، إلى المحكمة التي تنعقد فيها اللجنة العامة للانتخابات بجنوب القاهرة، بأوراق ترشحها على المقعد الفردي لدائرة الأزبكية.
وبينما سادت حالة من الهرج فور وصولها، وحرص موظفون على التقاط صور تذكارية معها؛ قالت "المصري" إنها ترغب في خدمة أهالي الدائرة، والدفاع عن حقوق المرأة.
مرحلتا الانتخابات خلال شهرين
وتجرى الانتخابات على مرحلتين، تبدأ المرحلة الأولى خارج مصر يومي 21 و22 آذار/ مارس، وداخلها يومي 22 و23 آذار/ مارس المقبل، فيما تبدأ المرحلة الثانية خارج مصر يومي 25 و26 نيسان/ أبريل، وداخلها يومي 26 و27 نيسان/ أبريل 2015.
وتشمل المرحلة الأولى للانتخابات محافظات: الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح.
بينما تضم المرحلة الثانية محافظات: القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية والغربية وكفر الشيخ والشرقية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال وجنوب سيناء.
وبحسب قانون الانتخابات، الصادر في العام الماضي، يأتي 420 من شاغلي مقاعد مجلس النواب من خلال الانتخابات الفردية، بينما يشغل 120 نائبا مقاعدهم بالانتخاب عبر قوائم مغلقة مطلقة.
وكان السيسي قد طلب من الأحزاب لدى لقائه بممثليها ورؤسائها خوض الانتخابات بقائمة موحدة، ما كان له أكبر الأثر في تفككها، وظهور القائمة المدعومة من مخابراته "في حب مصر"، التي سعت إلى إفساد التحالفات الأخرى، وضم أفضل العناصر إليها.