اعتبر وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، الأربعاء، في الرباط، أن واقع حريات الصحافة في
المغرب عرف تطورا خلال سنة 2014، استنادا لمجمل المؤشرات المعتمدة في أنظمة قياس منظمة اليونسكو.
وكشف الخلفي عن توجهه الخميس لفيينا ليتسلم جائزة تصنيف المغرب بصفة أفضل بلد ذي سمعة إعلامية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، فضلا عن تنويهه بتقدم المغرب بـ 38 درجة في تقرير الأمم المتحدة ذي الصلة بحرية الصحافة.
الخلفي وخلال تقديمه للتقرير السنوي حول جهود النهوض بحرية الصحافة في المغرب، وليس حول حرية الصحافة كما أوضح، قدم عشرات الأرقام التي تعكس حسبه تقدما مطردا لحريات الصحافة في المغرب على أكثر من مستوى وصعيد.
غير أن تلك الصورة الإيجابية، التي قدمها الخلفي لجهود النهوض بحرية الصحافي في المغرب، لا يوافقه الرأي حولها رئيس منظمة حريات
الإعلام والتعبير محمد العوني، الذي قال في تصريح لـ "عربي21"، إن "ثمة أحكاما رسمية جاهزة حول
حرية الإعلام تتحدث دائما عن أنها في تحسن".
وشكك العوني في أرقام وزير الاتصال، مؤكدا أنها لا تعكس واقع الصحافة في المغرب بشكل دقيق، مشيرا لمعطيات عدة منها إغلاق موقع "لكم" الإخباري، واستمرار قضية الصحفي علي أنوزلا الذي ما يزال متابعا في حالة سراح.
وتساءل العوني عن شرعية إصدار مؤسسة رسمية لتقرير حول جهود النهوض بحرية الصحافة، وقال: "نريد أن نعرف في أي دولة ديمقراطية يتم ذلك؟ وكان على الوزارة دعم جهود الدفاع عن حرية الإعلام من طرف المجتمع، وأن تدفع أطراف الدولة إلى الانخراط فيه".
وضمن معطيات عديدة ذكرها المسؤول الحكومي أن سنة 2014 لم تسجل أي حالة مطالبة لصحفي بالكشف عن مصادر خبره، كما تم استثناء المغرب من قائمة الحكومات التي طلبت من "تويتر" و"غوغل" و"فيسبوك" الحصول على معلومات تخص مستعملي هذه الشبكات.
كما أنه يتابع الخلفي وفي إطار تعزيز حرية الولوج إلى الإنترنت تم إلى حدود شهر كانون الثاني/ يناير 2015 إيداع 113 تصريحا يهم مجموعة من المواقع الإلكترونية الإخبارية المُحدثة بمختلف جهات المملكة، عكس سنة 2012 التي لم يكن العدد يتعدى خمسة عناوين.
ضمن المعطيات ذات الصلة بالإنترنت، ذكر وزير الاتصال أن سنة 2014 شهدت ارتفاع عدد المشتركين في حظيرة الإنترنت، حيث بلغ 9,97 مليون مشترك مقابل 5,77 مليون مشترك سنة 2013، مسجلا بذلك نسبة نفاذ تبلغ 30% ونمو سنوي يقدر ب72,6%.
كما كشف في هذا الإطار عن أن سنة 2015 ستشهد الترخيص لأول موقع إلكتروني أجنبي سيصدر من المغرب، عكس المواقع التي تتوجه للخارج، كما قال إن عدد المشتركين في الإنترنت ارتفع بـ 72 في المئة، ما جعل المغرب الأول أفريقيا، كما يتوفر في المغرب حاليا عشرون مليون مبحر في الإنترنت، وسبعة مليون صفحة مغربية في مواقع التواصل الاجتماعي.
وحول موضوع الاعتداء على الصحفيين، قال الخلفي إن سنة 2014 شهدت تراجع عدد حالات الاعتداء على الصحفيين أثناء مزاولة عملهم، مقارنة مع سنة 2012، حيث تم الاعتداء على 20 صحفيا، غير أنه وبالمقارنة مع السنة الماضية ظل الرقم ذاته، 14 اعتداء، وذلك استنادا لتقرير النقابة الوطنية للصحافة المغربية لسنة 2014. وأشار في هذا الإطار إلى أن المغرب يعرف تنظيم حوالي 20 ألف وقفة احتجاجية كل سنة.
في محور الانفتاح على الإعلام الأجنبي، قال وزير الاتصال إنه "تم سنة 2014 اعتماد 99 صحفيا، يتوزعون على 23 جنسية، يمثلون 57 مؤسسة إعلامية أجنبية. كما شهدت سنة 2014 تنامي عدد الصحف والدوريات الأجنبية الموزعة في المغرب، حيث سجلت سنة 2014 توزيع حوالي 20 مليون نسخة لـ2172 عنوان صحفي أجنبي.
أما عن حالات عدم السماح بتوزيع مطبوعات أجنبية داخل التراب الوطني، فقد تعلقت أساسا بنشر صور إباحية تشكل خطرا على القاصرين في حال عرضها، أو بصور تمس برموز الأديان، وذلك استنادا للقوانين الجاري بها العمل في المملكة، وكذا لالتزامات المغرب الدولية، خاصة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت رقم 65/224 الخاص بمناهضة ازدراء الأديان.
وذكر الخلفي أن عدد الجرائد التي منع ترويجها في المغرب تفوق 30 عددا، وأن ثمانين بالمئة منها تهم الإساءة للرسول الكريم، والباقي يتعلق بالصور الإباحية، وشدد على أنه لم يتم منع أي منشور لأسباب سياسية.
ونوه الخلفي بعدم تسجيل أي عقوبة خلال السنة الماضية تخص قطع البث في حق الإذاعات الخاصة، أو أي حالة منع أو مصادرة لأي وسيلة إعلامية وطنية، أو تدخل قد يفضي إلى الحد من استقلالية أو التأثير في الخط التحريري لأي من الصحف أو الإذاعات أو القنوات التلفزية. "علاوة على ذلك لم يتعرض أي موقع إلكتروني للإغلاق بحكم قرار إداري أو لمنع الولوج بسبب إجراءات لحظر الولوج أو الإغلاق من قبل السلطات".
وفي فقرة خصصت للإعلام المكتوب قال الخلفي إن المغرب يتوفر على 488 عنوان وطنيا من ضمنها 346 بالعربية، وخمسة عناوين تهتم بالشؤون الأمازيغية، و93 بالفرنسية، و32 عنوانا باللغتين العربية والفرنسية، و12 عنوانا بلغات أخرى.