تماهيا مع الأولويات السياسية للنظام
المصري في مكافحة ما يدعيه من مكافحة الإرهاب في مصر والعالم، طالبت وزارة
الأوقاف المصرية بأن يكون موضوع "حرمة
الحرق والذبح والتنكيل بالبشر" هو موضوع كل الخطباء في العالمين العربي والإسلامي، لبيان الوجه الحقيقي للإسلام في حرمة الدماء، وكإطار لموقف عربي إسلامي موحد للتصدي للإرهاب، على حد قولها.
وأكدت الوزارة، التي باتت تخضع منذ 3 تموز/ يوليو 2013 للتوجيه الكامل من قِبل أجهزة الأمن، تغيير
خطبة الجمعة المقبلة الموحدة، لتكون بعنوان: "حرمة الحرق والذبح والتنكيل بالبشر عامة"، وذلك لمواكبة المتغيرات التى شهدها المجتمع المصري مؤخرا، ومنها حادث "شهداء الوطن" في ليبيا، على حد تعبيرها، في إشارة إلى حادث
ذبح 21 مسيحيا مصريا بيد
تنظيم الدولة في ليبيا.
وشددت "الأوقاف" في بيان لها الثلاثاء على أنه "على جميع الأئمة والخطباء في ربوع مصر جميعا، تعديل موضوع خطبة الجمعة المقبلة، لتكون بالعنوان الجديد"، وذلك بدلا من خطبة "الإتقان" التي كانت قد عممتها من قبل للجمعة نفسها، موضحة أنها ستنشر على موقعها الإلكتروني لاحقا موضوعا استرشاديا يغطي العنوان.
وأوضح البيان أن هناك أملا في أن يكون هذا الموضوع لكل الخطباء في العالمين العربي والإسلامي، رسالة ووقفة لبيان الوجه الحقيقي للإسلام في حرمة الدماء، وحرمة الحرق والذبح والتنكيل بالبشر عامة.
وزعمت الوزارة أن الخطبة المقبلة ستكون أول خطبة موحدة داخل مصر وخارجها في العالمين العربي والإسلامي بجميع دوله وجالياته لتناول هذا الموضوع، موضحة أنها تواصلت مع وزراء وقيادات منظمات وهيئات إسلامية على مستوى العالم، لبحث مبدأ الخطبة الموحدة، مؤكدة أنها وجدت اتفاقا، وترحيبا، وتأييدا للمبدأ.
من جانبه، شن وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، هجوما حادا على تنظيم الدولة، مطالبا بسرعة التحرك لتشكيل قوة ردع عربية مشتركة لمواجهة خطر هذه التنظيمات الإرهابية، والتحرك على المستوى الدولى، مؤكدا أن مصر تدافع عن أمنها وأمتها والإنسانية التى انتهكتها تلك التنظيمات، وفق وصفه.
وجدد جمعة في تصريحات صحفية له الثلاثاء مبايعته، وتفويضه للرئيس عبدالفتاح السيسى في مواجهة هذا "الإرهاب"، قائلا: "نعلن وقوفنا جميعا خلف قيادته الحكيمة، وخلف قواتنا المسلحة الباسلة؛ حتى نقضي معا على هذه التنظيمات الإرهابية الآثمة"، على حد قوله.
على صعيد متصل، قال المدير العام لإدارة بحوث الدعوة في وزارة الأوقاف، أحمد ترك: "إن الوزارة فوجئت بحالة من التشفي لدى جماعة الإخوان بعد ذبح المصريين في ليبيا"، على حد زعمه.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين أصدرت بيانا استنكرت فيه الِفعلة. وقالت فيه إن كلا من الغارات التي شنتها مقاتلات مصرية على ليبيا، وذبح المسيحيين المصريين، كلاهما يندرج تحت مُسمى "الإرهاب".
وقال ترك إنه كان لزاما على وزارة الأوقاف المصرية الرد، وتوضيح أن الإسلام لم يأت بالذبح أو القتل أو الحرق، وأن من يفعل ذلك هو من "الخوارج"، حسبما قال.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحياة اليوم" على قناة "الحياة" مساء الثلاثاء أن مقولة "بعثت بالسيف رحمة للعالمين" ليست من الإسلام، وإن هدفها بث الفتن، وتشويه صورة الإسلام، على حد تعبيره.
وكان وكيل وزارة الاوقاف ببورسعيد، الدكتور حسني أبو حبيب، أوقف الثلاثاء خطيب مسجد مريم القطرية الشيخ محمد محمد عبد الحي أبو حرب عن الخطابة وإلقاء الدروس بالمساجد، وتحويله للشؤون القانونية في الوزارة للتحقيق معه لبعده عن الالتزام بالخطبة الموحدة .
وشددت المديرية ف بيان لها على أن كل من يحيد عن المنهج الوسطي في الدعوة إلى الله ستتخذ معه أقصى درجات الحسم، لأننا في لحظات تاريخية فارقة لا تحتمل أي تهاون أو تخاذل تجاه من يدعو للتخريب، ويحض الناس على الكره، بحسب البيان.
في سياق غير بعيد، كشف نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي، عن حصوله على تصريح من وزارة الأوقاف للخطابة لمدة ثلاثة أشهر، لصعود المنابر، والخطابة، وعقد الندوات.
وأشار في تصريحات صحفية الثلاثاء إلى أن التصريح مؤقت، كي تتأكد الوزارة من مدى التزامه بالخطب الموحدة!