رسم مؤسس
حزب غد الثورة، أيمن نور صورة سوداوية لما تبقى من "
ثورة يناير"
المصرية، وقال إنه لا يعفي نفسه ولا القوى الليبرالية ولا أيّ طرف من المسؤولية عما حصل بعد الثورة.
ولكنه حمّل الإخوان "الجزء الأكبر من المسؤولية، لأنهم كانوا التنظيم الأكبر"، موضحاً أن "الخطأ بدأ قبل وصولهم إلى الحكم".
جاء ذلك في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة "النهار" اللبنانية، حيث قال في حديثه إن
المصالحة هي الحل الوحيد لإنقاذ مصر، مضيفاً أنها " باتت أكثر تعقيداً، فالمناخ العام انشطاري، ويمهّد لنقل مصر إلى مرحلة الاحتراب الأهلي".
وشدد نور على أن أزمة مصر ليست صراعاً صفرياً بين السيسي وجماعة الإخوان المسلمين، "فهناك قوى وسطية، وقوى ليبرالية ويسارية وحركات ثورية لا تنضوي تحت لافتة القوى الإسلامية"، وفقاً لتعبيره.
ويرى نور أن الحلّ في مصر "مبني على مراحل، يبدأ بمصالحة داخلية بين قوى الثورة، ثم بمصالحة مع مؤسسات الدولة، وأبرزها المؤسسة العسكرية"، على حد قوله.
ويعتقد نور أن الثورة خلّصت الشعب من رأس النظام وليس النظام بأكمله.
وأضاف حول المصالحة أن "الأهم من هذا حصول نوع من أنواع اتفاق المبادئ والقيم، تلتزم به المؤسسة الإعلامية".
وعن المصالحة الشاملة، ركز نور على أن "كل من كان جزءاً من الأزمة يجب أن يكون جزءاً من الحل؛ لذا لا بد من أن ننظر بدائرة أوسع لنرى أن هناك أطرافاً إقليمية كانت جزءاً من الأزمة، ويجب أن تكون جزءاً من الحل".
وفي ظل التغييرات في المنطقة، وجّه السياسي المصري الليبرالي نداء إلى القوى الإقليمية لدعم خيارات "المصالحة والعقل والتهدئة"، وخصوصاً أن بعض هذه القوى لديه خبرات سابقة في إدارة مصالحات وطنية، على حد قوله.
وتمنى من هذه القوى أن تؤدي دور "الوسيط النزيه بين كل أطراف المعادلة المصرية".
ومع أن نور يقيم في عالية في لبنان، إلا أن تحرّكاته الخارجية تبدو أكثر من نشاطاته في لبنان. وتثير مسألة زياراته إلى قطر وتركيا وأوروبا علامات استفهام، حسب الصحيفة.
وحول ذلك، أوضح "للنهار" بالقول: "أنا شخص ليبرالي ووسطي، ومن هنا ليست لدي أي حساسية للتواصل مع الأطراف كلها. وأعتقد أن كل جهد في اتجاه السعي إلى حل سياسي للأزمة هو جهد يصبّ في مصلحة بلدي ويتّفق مع توجّهي السياسي والفكري".
لم يتعمق نور في تفاصيل ما نشر عن لقاءات له بمسؤولين سعوديين، مكرراً بأن "ليس لدي مانع من التواصل والحوار مع كل الأطراف، طالما أن هذا الحوار يخدم المصالحة وحقن الدماء في مصر".
الإقامة في عاليه اللبنانية
وعند سؤاله "لماذا اخترت عاليه لإقامتك. نسمع أحياناً أنك موجود هنا في حماية النائب وليد جنبلاط، وأحياناً في حماية حزب الله. لا سيما أن حزب غد الثورة يعارض وجودك في لبنان"، أجاب: "الحقيقة أنا في عالية في ضيافة الشعب اللبناني. أنا في مرحلة إجازة. كان خياري أن أمضي إجازتي في لبنان".
وتابع: "كان خياري ألا يكون وجودي في أي منطقة لبنانية محسوباً على طرف سياسي، وإذا أردت عقد أي اجتماع أو مؤتمر صحفي أفضّل أن أعقده خارج لبنان حتى لا أسبب أي حرج للأطراف اللبنانية والدولة اللبنانية".
وأضاف: "أنا مدرك حساسية الموقف في لبنان"، مضيفاً أنه لا مانع قانوني لعودته إلى مصر، وأنه قد يعود هذه السنة بعد الانتخابات، التي أعلن حزبه مقاطعته لها".