دعت جماعة
الإخوان المسلمين في
مصر، الدول العربية، إلى مراجعة مواقفها تجاه الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، وقادته، مؤكدة استياءها من "تحقير" الرئيس عبد الفتاح
السيسي لدول
الخليج.
وقالت الجماعة في بيان لها مساء أمس الثلاثاء، تعليقا على
تسريبات بُثت مؤخرا للسيسي يصف فيها دول الخليج بأنها "أنصاف دول": "لقد اتضح للجميع أن قائد الانقلاب (السيسي) لئيم الطباع، خبيث النفس (...) يعطي دول الخليج من لسانه حلاوة في العلن، ويحتقر ويجرّح شعوبها في السر".
وأضافت: "ساءنا كثيرًا تجريح السيسي لدول الخليج، ولا نرضى ذلك لأحبتنا وأشقائنا في هذه الدول".
وتابعت: "اكتشف أحبتنا من شعوب الخليج؛ أن قادة الانقلاب في مصر لا يراعون وحدة الدين أو التاريخ أو الحضارة التي تجمعنا، بل إنهم في كل يوم يُثبتون سرّا وعلنًا أن دينهم الوحيد هو الدولار، وقبلتهم التي يحجّون إليها هي البيت الأبيض وتل أبيب".
ودعت الجماعة الدول الداعمة للانقلاب، إلى أن تقوم بجرد حساب للمساعدات التي دفعتها للسيسي خلال الفترة الماضية لتعرف أين تذهب أموالها، وهل ذهبت إلى مصلحة حقيقية للشعب المصري، أم إلى حسابات الانقلابيين السرية "المتخمة بالمال الحرام".
وثمّنت دعوات البرلمان المصري المنعقد في تركيا، لدول العالم، بعدم التعامل مع النظام الانقلابي في مصر، "فما بُني على باطل فهو باطل، وكل الاتفاقيات التي تُعقد في ظلّ الانقلاب لا شرعية لها، وليست ملزمة للشعب المصري"، لافتة إلى أنها تقول هذا حتى "تقيم الحجة على الجميع".
ووجّهت رسالة إلى كافة الدول والحكومات، قائلة إن "مؤتمر مانحي الانقلاب القادم لن يكون إلا وسيلة لاستنزاف أموالكم وضياعها، فالنظام الانقلابي في مصر فشل في إقامة أي مشروع اقتصادي ناجح، والفشل الذريع في قناة السويس الموازية ليس منكم ببعيد".
وزادت: "هؤلاء الانقلابيون لم يحققوا لشعبهم أمنًا ولا استقرارًا ولا تنمية طيلة عام ونصف، فتأكدوا أن مصير أموالكم الضياع مع هذه العصابة المجرمة".
وشدّدت جماعة الإخوان على أن "ثورة الشعب وتضحياته لن تذهب هباءً بإذن الله"، مؤكدة أنها ستمضي في طريق الثورة "دون تراجع أو مهادنة، حتى تسقط منظومة الانقلاب بكاملها، ويتم تطهير البلاد من ذيوله وأذنابه.
وخاطبت جماهير الشعب المصري بالقول: "امضوا بصبركم وثباتكم منصورين مأجورين حتى النصر والقصاص العادل، بإذن الله الذي يشفي صدور قوم مؤمنين".
وأكدت أن الشعب يثبت "بصموده الثوري المهيب أنه خُلق حرّا عزيزًا، لا يقبل المذلة، ولا يرضى بالضيم، ويرفض أن تحكمه مجموعة من لصوص الشعوب والدول، ومصاصي الدماء، ومنعدمي الضمير والمروءة".
وكانت قناة "مكملين" الفضائية، قد بثت السبت الماضي، تسجيلاً لحوار قالت إنه دار بين السيسي (خلال توليه وزارة الدفاع) ومدير مكتبه اللواء عباس كامل، ورئيس أركان الجيش المصري محمود حجازي، وتضمن "إساءة" لدول خليجية.
وتضمن التسجيل اتهامات تتعلق بدخول جزء من أموال الدعم الخليجي لمصر في ميزانية الجيش، كما أنه تضمن إساءة لبعض دول الخليج، بوصفها "أنصاف دول".
من ناحية أخرى؛ دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، المصريين للمشاركة في انتفاضة غضب بذكرى إسقاط الرئيس المخلوع حسني مبارك، اليوم الأربعاء، في موجة ثورية تمتد لثلاثة أيام قادمة، تمهيدًا لأسبوع ثوري ينطلق الجمعة تحت عنوان "يسقط حكم القتلة".
وقال التحالف في بيان له وصل "عربي21": "اغضبوا يا شباب مصر، فحديث الثورة والثوار سيبقى واضحًا، لن يقبل بحكم القتلة أو بتغيير لوجوههم، فالقتلة مصيرهم واحد في دولة قانونها الثورة، ولن يعترف ولن يشارك في مجالس ومعارك وهمية، فكلها وقراراتها والعدم سواء، وهذا طريق الثورة لا حيد عنه، يتشرف به كل من يسير معه عن اقتناع بأن حرية مصر وكرامتها أكبر".