تحدثت صحيفة "إندبندنت" في افتتاحيتها يوم الجمعة عن ضرورة مشاركة الدول العربية في الحرب ضد تنظيم الدولة.
وتقول الافتتاحية إن الغارات الجوية الأمريكية قد تضعف إمكانيات التنظيم، ولكنها لن تتخلص منه، بل إن هناك حاجة للمزيد من الجنود على الأرض. وبعد حربي أفغانستان والعراق أصبحت هناك قناعة بأن هؤلاء الجنود يجب أن يكونوا عربا وليسوا غربيين.
وتضيف الصحيفة أنه يجب أن يتعامل الزعماء العرب مع المشكلة بحزم أكبر، فهي مسألة دفاع عن النفس، خاصة في البلدان التي تواجه تهديدا مباشرا من تنظيم الدولة، مثل تركيا والأردن ومصر، بالإضافة إلى دول الخليج. والأهم من ذلك أن تكون الدول ذات الأكثرية السنية رأس الحربة في هذه الحرب، وهذا سينفي مباشرة دعاية التنظيم بأنه يحارب العدوان الغربي، وقد يجلب سنة العراق للانضمام للتحالف ضد التنظيم، أو حتى العودة للصحوات التي أدت إلى طرد القاعدة من العراق عام 2006.
وتبين الافتتاحية أن أمريكا قادت المسير، وذلك لإمكانياتها العسكرية الضخمة. وشاركت بريطانيا بـ 6% من الغارات الجوية، بينما شاركت أمريكا بـ 80% من الغارات. ولكنْ هناك عوامل أخرى منعت الأعضاء العرب من المشاركة بفعالية أكبر، وأحدها كان حاجز شن حرب على مسلمين في بلد مسلم مجاور.
وتشير الصحيفة إلى أن صافي يوسف
الكساسبة، والد الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وهو شيخ قبيلة كبيرة في الأردن، كان يعتقد، قبل أن يعلم بوفاة ابنه، أن الأردن يجب ألا يكون جزءا من التحالف أبدا. ولكن ما حصل للملازم الكساسبة غير رأيه تماما، ويبدو أن معظم سكان الأردن والشرق الأوسط يشاركونه غضبه ورغبته في الثأر.
وتجد الافتتاحية أن التنظيم لم يكن ساذجا تماما عندما ظن أن عرضه فظاعة أعماله سيخيف المشاركين في حربه؛ فانسحاب
الإمارات العربية المتحدة من التحالف، خوفا على مصير جنودها، تم تأكيده بعد وقت قصير من نشر فيديو قتل الملازم الكساسبة.
وتستدرك الصحيفة بأن ردة الفعل الأوسع تبدو وكأنها ستكلف التنظيم غاليا. فبحسب مسؤول أمريكي، فقد طلبت الأردن إذنا بتنفيذ المزيد من الغارات الجوية، كما أن خيار استخدام القوات البرية لم يستبعد. وخسارة الإمارات ستعوض، بزيادة مشاركة الأردن، التي تحاذي كلا من سوريا والعراق.
وتدعو الصحيفة الغرب للقيام بدوره لاستغلال هذه التطورات، فأحد أسباب ترك الإمارات للتحالف هو شعورها بأن عمليات البحث والإغاثة الأمريكية بعد سقوط الطيار الأردني لم تكن بالمستوى الجيد، ويجب تصحيح هذا الانطباع، وأن على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أن تقوما بمجهود دبلوماسي كبير لاستثمار الزخم ضد التنظيم، والدعوة لمشاركة أكبر من الدول العربية.
وترى الافتتاحية أنه للمساعدة في تحقيق ذلك، فإنه يجب على التحالف أن يبتعد عن بشار الأسد، الذي يعتقد كثير من سنة سوريا وخارجها بأنه أصبح جزءا من
التحالف الغربي، بسبب سياسة الرئيس أوباما وإعطاء أولوية لقتال التنظيم.. "التنظيم أولا" في سوريا. كما أن على الدبلوماسيين الغربيين الشرح للحكام السنة أن عدم القضاء على التنظيم خوفا من تقوية إيران هو أيضا سياسة خاطئة، فالتنظيم هو الخطر الحاضر والواضح.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن هذه الحرب ستكون طويلة، وأنه يتوجب على الغرب أن يحاول ما بوسعه لجعل مقتل الملازم الكساسبة نقطة تحول لصالح التحالف.