"جيش الإسلام" يعتقل قادة ألوية في سقبا بريف دمشق

اعتقل "جيش الإسلام"، بالتعاون مع جبهة النصرة، قادة ألوية بايعوا "الدولة الإسلامية" في سقبا بريف دمشق. من جهة أخرى، كشف مدير المكتب الإعلام في "فيلق الرحمن" أنه تجري الآن تحقيقات مع عناصر من فصيل "سرايا المقاومة" الذي بايع "الدولة الإسلامية"، وأنهم يخضعون لدورات شرعية تهدف إلى تصحيح أفكارهم وتوضيح خطر التطرف.

وبيّن مدير المكتب الإعلامي "أبو كمال"، في حديث لـ"عربي21"، أنه تم الإفراج عن بعض هؤلاء المعتقلين، وبقي جزء منهم رهن الاعتقال ليحالوا إلى القضاء.

وكان "فيلق الرحمن" قد اشترك مع "جبهة النصرة"، و"جيش الإسلام" في الاشتباك مع مقاتلي فصيلي "فوج الصوارم" و"سرايا المقاومة" في حي جوبر في دمشق، وتم اعتقال عناصر متهمة بمبايعة "الدولة".

بدوره، قال ناشط رفض التصريح عن اسمه، إنه بعد عملية جوبر بأيام قام "جيش الإسلام"، بالتعاون مع "جبهة النصرة"، بعملية أمنية لـ"القضاء على الفساد". وقد تم اعتقال مبايعي "الدولة" في مدينة سقبا، وذلك بعد إعلان حظر التجول قبل بدء العملية. وذكر الناشط أن الناس لزموا منازلهم بداية، ومن ثم نزلوا إلى أعمالهم متجاهلين ما يحصل.

وبيّن الناشط أنه تم اعتقال أبو أيمن طارق، من لواء "عبدالله بن سلام"، وشخص آخر من آل سعد الدين، وأبو سامر كعبو، وغيرهم، كما تم الاستيلاء على ممتلكاتهم جميعها من مستودعات وسيارات وغيرها. وتم الاستيلاء على ممتلكات أبو بشار، قائد لواء "فسطاط المسلمين" دون القبض عليه، وكذلك الأمر بالنسبة لأبي أدهم من لواء "عبد الله بن سلام".

وأوضح الناشط أن بعض الأشخاص سلموا أنفسهم دون قتال، وآخرين اشتبكوا مع المقتحمين لساعات قبل اعتقالهم. وتخلل العملية قيام شخص يرجح أنه من "تنظيم الأنصار" المتهم بمبايعة "الدولة"؛ بتفجير نفسه في ساحة الجمعية، مما أدى إلى مقتله إلى جانب أحد مقاتلي "جيش الإسلام".

وقال شهود عيان من سقبا إنه بعد أن استولى جيش الإسلام على كميات كبيرة من الغذاء، طلب أهالي البلدة منه أن يُبقي هذه المواد في سقبا وعدم نقلها إلى دوما، لكن عناصر الجيش قابلوا ذلك بالرفض وأطلقوا النار في الهواء بكثافة، مما دفع المدنيين للرد عليهم برمي الحجارة والشتائم على دوما وأهلها. ودوما هي مركز جيش الإسلام ومسقط رأس قائده زهران علوش.

وبين الناشط أن حالة غضب تعيشها مدينة سقبا بعد العملية، حيث إنه من الأولى أن يعالج موضوع الفساد القضاء الموحد. ومن جهة أخرى، فإن مصادرة مستودعات المواد الغذائية والملابس، ناهيك عن الأسلحة والذخائر في ظل الحصار الشديد، أثار حفيظة الأهالي، ووضع إشارات استفهام حول الهدف من هذا التصرف، وفق الناشط.

من جهة أخرى، اتهم "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، أحد أهم الفصائل الإسلامية في الغوطة الشرقية، جبهة النصرة بالوقوف وراء محاولة اغتيال أبو نعيم يعقوب، قائد كتائب الشام التابعة للاتحاد.

وطالب الاتحاد في بيانه جبهة النصرة بتسليم من قام بهذا العمل إلى القضاء الموحد، والإقلاع عن وصف مقاتلي الاتحاد بالمرتدين ووصف المدنيين بالعلمانيين الخارجين عن الدين، والحد من عمليات الاغتيال والتجاوزات الأمنية، والعودة إلى مظلة القضاء الموحد.

وتساءل مراقبون عن مغزى التنسيق بين جيش الإسلام وجبهة النصرة في هذه المرحلة، حيث إن جيش الإسلام معروف برفضه فكر القاعدة ومهاجمته إياه، وقربه من باقي الفصائل أكثر من قربه من جبهة النصرة. فهل هذا التنسيق مرحلي بحكم تقارب المصالح بين الجيش والنصرة؟ أم إن الغوطة الشرقية تشهد خلط أوراق وإعادة ترتيب لتوازنات القوى من جديد؟

يشار إلى أن "جيش الإسلام" كان قد بدأ حملة ضد ما وصفه بـ"الفساد" في غوطة دمشق الشرقية، من خلال مداهمة مقرات "جيش الأمة" والقضاء عليه وإعلان حله بشكل تام واعتقال قادته، دون أن يلتزم بمظلة القضاء الموحد التي وقع على اتفاق إنشائها مع كبريات الفصائل في الغوطة، مما دفع باقي فصائل القيادة الموحدة إلى إصدار بيان تعلن فيه عدم مشاركتها بالحملة.

ولم تكن عملية "جيش الإسلام" ضد جيش الأمة هي الأخيرة، حيث إن عملياته امتدت لحي جوبر، وتم اعتقال عناصر من فوج الصوارم وسرايا المقاومة المتهمين بمبايعة "الدولة".