شهدت المنطقة الشرقية من مدينة
نابلس، كبرى مدن شمال الضفة الغربية، فجر الخميس، أعنف اشتباكات مسلحة بين عناصر أجهزة الأمن الفلسطينية ومسلحين من حركة
فتح، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة.
وأفاد شهود عيان لـ"عربي21" أن الاشتباكات استمرت أكثر من أربع ساعات، أدت إلى تحطم زجاج عشرات المنازل والمركبات، وعمّت حالة من الفزع في صفوف الأهالي، فيما أعلن عن إصابة شاب بعيار ناري.
وقام ملثمون غاضبون صباح الخميس بإغلاق الشوارع الرئيسة المحيطة بالمخيم، بينها شارع القدس الرئيس الذي يربط نابلس برام الله، ومداخل المخيم الرئيسة، ما تسبب بأزمة مرور خانقة.
وتعيش مدينة نابلس ومحيطها منذ أيام عدة أجواء من التوتر الشديد، بعد إجراءات أمنية تنفّذها أجهزة الأمن الفلسطينية في
مخيم بلاطة، أكبر مخيمات الضفة الغربية، وفي البلدة القديمة من نابلس.
وقال محافظ نابلس، اللواء أكرم الرجوب، إن النشاط الأمني في محافظة نابلس يهدف إلى تعزيز حالة الأمن والاستقرار.
وأوضح عبر منشور في صفحة المحافظة على "فيسبوك"، أنه منذ تسلمه لمهامه في المحافظة، فقد وعد بالسعي إلى توفير الأمن والأمان، "إلا أن البعض فهم الرسالة وكأنها حالة ضعف أو استجداء، والآن حان وقت الحديث بلغة الخارجين عن القانون"، على حد قوله.
وأضاف: "ليس لدينا أي نية لإزعاج المواطنين، وهدفنا الأساسي الحفاظ على كرامتهم، وتعزيز حالة الأمن والاستقرار".
وأكد أن "النشاط الأمني مستمر، ولا توجد مدة زمنية معينة، طالما أن هناك فارا واحدا من العدالة"، داعيا الفلسطينيين إلى "تفهّم الإجراءات الأمنية، وأن يبتعدوا عن مظاهر الفوضى كافة، وعدم التجمهر حول مظاهر المسلحين، وأن أي تجمع جماهيري شعبي بجانب الخارجين على القانون سيعرّضهم وأبناءهم للخطر".
وقال إنه "لا حصانة لأحد أمام إجراءات الأمن".
بدوره، قال الناطق الإعلامي باسم كتلة فتح البرلمانية، النائب جمال الطيراوي: "إظهار أن هناك انفلاتا أمنيا، ووضعا أمنيا متدهورا يدعو إلى القلق، وهو أمر مريب، خاصة أن البعض يروّج لذلك بقناعات أمنية غير صحيحة، مبنية على البطش..".
وطالب الطيراوي في حديثه لـ"عربي21" رئيس السلطة الفلسطينية بـ"تشكيل لجنة تحقيق فورية، لبحث ذلك، وبحث ما يجري في محافظة نابلس من بطش وظلم وانتهاك للقانون، وآليات خاطئة للتعامل مع محاربة بعض المظاهر السلبية التي نحن قبل غيرنا نريد محاربتها والقضاء عليها".
وتابع: "أطالب رئيس الوزراء رامي الحمد الله.. بالتدخل المباشر"، بحسب الطيراوي.
من جانبه، قال النائب جمال حويل عبر صفحته على "فيسبوك"، إن "الوضع الفلسطيني لا يحتمل أن نفتح فيه جراحا كل يوم، وعلى الأطراف في نابلس وعلى رأسهم النائب جمال الطيراوي واللواء أكرم الرجوب محافظ نابلس الجلوس معا، وفي أسرع وقت، من أجل تفويت الفرصة على كل من يحاول العبث في أمن محافظة نابلس والوطن".
ودعا إلى "عدم تناول الموضوع من خلال وسائل الإعلام التي لن توصل إلى أي نتيجة، ومن أجل حماية المشروع الوطني الذي يتعرّض يوميا لمحاولات القضاء عليه وتصفيته، سواء باستمرار حالة الانقسام أم بمحاربة ومهاجمة الرئيس (أبو مازن) ومعاقبة الشعب الفلسطيني من دولة الاحتلال".
وكان النائب الطيراوي اتهم في وقت سابق في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، محافظ نابلس بهتك حصانته القانونية، قائلا إن الأجهزة الأمنية حاولت اقتحام منزله في عمارة سكنية للعائلة، عند الساعة الرابعة من فجر الأحد الماضي، في مخيم بلاطة.
وأضاف الطيراوي أن "الأمن طلبوا تفتيش المنزل بعد أن صعدوا إلى كافة طوابق العمارة التي يسكن فيها كافة الأشقاء، وعندما قلت لهم إن هذا البيت له حصانته توقفوا وطلبوا تفتيش منزل شقيقي المجاور لمنزلي".
وفي رده، قال محافظ نابلس إن "النائب الطيراوي يملك حصانة لشقته التي يسكن فيها، وليس لباقي الشقق في العمارة، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية لم تدخل شقة النائب، وأنه كان هناك طرق على بابه، كون الشقق مقابلة لبعضها، وكان الاستهداف لشقة شقيقه لاعتقال أبنائه".