أثار قتل تنظيم
الدولة الإسلامية للطيار الأردني معاذ الكساسبة موجة من مشاعر الحماسة الوطنية التي قد تقوي حجة
الملك عبد الله في تبرير مشاركة بلاده بالحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة على التنظيم.
في محافظة الكرك مسقط رأس
الطيار القتيل حلت الدعوات للانتقام والرد العسكري على الدولة الإسلامية في سوريا محل الانتقادات لفشل الحكومة في إعادة الكساسبة إلى بلاده.
تلقت عائلة الكساسبة العزاء في منزلها بقرية عي قرب الكرك على بعد 100 كيلومتر إلى الجنوب من عمان فهي لن تستطيع دفن فقيدها الذي ظهر في تسجيل فيديو وهو يحرق حيا في قفص ثم يسحق تحت أنقاض في تسجيل ظهر الثلاثاء.
أقيم العزاء في خيمة تقليدية زينتها صور الكساسبة (28 عاما) الذي تزوج حديثا فكان فرصة للتعبير عن الحزن وفي الوقت نفسه إظهار الدعم للملك عبد الله الذي واجه انتقادات شعبية بسبب أزمة احتجاز الطيار.
تجمع مئات الأردنيين منذ الساعات الأولى من الصباح لتقديم العزاء. كان بين المعزين مسؤولون سابقون بالديوان الملكي ووزراء وشخصيات من العشائر التي تمثل ركيزة أساسية في دعم حكم الأسرة الهاشمية فهي التي تمد الجيش وقوات الأمن بمجندين شبان يمكن الاعتماد عليهم مثل الكساسبة.
وقال سالم كريشان (24 عاما) وهو طالب بالكلية الحربية "معاذ وحد كل الأردنيين... هذا البطل الشاب مات رجلا".
وقال يوسف الضمور (34 عاما) وهو عامل إنقاذ "يجب أن نقف وراء قوات أمننا وجيشنا في هذه اللحظة العصيبة".
على مقربة ردد شبان هتافات تشيد بالكساسبة وقالوا "كلنا معاذ".
وتحطمت طائرة الكساسبة وكانت من طراز إف-16 في شمال شرق سوريا في ديسمبر/ كانون الأول حين كان في مهمة لقصف أهداف للدولة الإسلامية. والأردن عضو في التحالف الذي تقوده واشنطن للقضاء على التنظيم في سوريا والعراق المتاخمين للأردن.
لكن مشاركته في الحرب على التنظيم لم تستقطب تأييدا يذكر في الداخل. ويشعر الأردنيون بالقلق من الاضطرابات على حدود بلادهم وعبروا عن مخاوف من احتمال أن يؤدي ذلك إلى أن يشن التنظيم هجمات داخل الأردن.
وامتدت الانتقادات لتأتي أيضا من داخل عشيرة الكساسبة الداعمة للملك فقد نظم عدد من أعضائها احتجاجات ضد الحكومة الأسبوع الماضي.
وتساءل منتقدون عما إذا كانت
الحملة التي تقودها واشنطن هي فعلا معركتهم إذ لم تقنعهم حجة الملك عبد الله بأن تنظيم الدولة الإسلامية يمثل تهديدا للأردن والإسلام.
لكن إعدام الكساسبة الذي أثار إدانات دولية ربما يكون قد أجاب عن هذا السؤال بالنسبة للبعض.
وقال رئيس الديوان الملكي السابق خالد الكركي متحدثا في سرادق العزاء إن معاذ ذهب ليقاتل من أجل الإسلام السمح وذهب إلى الضباع في جحورها لتدميرها.
وأضاف أن هذه معركة لا يمكن أن يقول الأردنيون الآن إنها ليست حربهم، مشيرا إلى أنها ليست حرب الأردن وحسب بل هي حرب الإسلام أيضا.
وواجهت الحكومة صعوبة في مواجهة انتقادات بأنها لم تبذل جهدا كافيا للإفراج عن الطيار. وكشفت أن الكساسبة قتل في الثالث من يناير/ كانون الثاني أي بعد عشرة أيام فقط من إسقاط طائرته.
واندلعت احتجاجات ضد الحكومة في الكرك، لكنها انتهت سريعا فقد ساعد شيوخ العشائر في نزع فتيل التوتر. وطالب والد الكساسبة بالثأر واتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد التنظيم.
وقال التلفزيون الرسمي اليوم إن الملك عبد الله تعهد بشن حرب بلا هوادة ضد الدولة الإسلامية.
وقال صافي الكساسبة والد معاذ "أطالب أن يكون الثأر أكبر وما يظل واحد من التنظيم حي، أطالب بإبادة التنظيم".