تزايد الإقبال على
كتب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف
القرضاوي، والإمام حسن البنا، مؤسس جماعة
الإخوان المسلمين، وصاحب الظلال الأديب سيد قطب، وعدد آخر من مؤلفات جماعة الإخوان المسلمين، في
معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته السادسة والأربعين، التي تستمر حاليا، على الرغم من
حظر وزارة الثقافة، ودور النشر الكبرى، تداول هذه الكتب.
واعترفت صحيفة الوطن الداعمة للانقلاب بالظاهرة، وقالت الاثنين: "إنه لوحظ انتشار هذه الكتب بشكل ملحوظ في المعرض".
وأضافت أنها رصدت انتشارا واسعا لعشرات من مؤلفات الدكتور القرضاوى، وبأسعار زهيدة تتراوح بين 10 و20 جنيها، حتى وصل الأمر لبيع مجموعات مكونة من 5 كتب للقرضاوي بـ20 جنيها، و5 أخرى للبنا بـ10 جنيهات.
وأشارت إلى أن بعض هذه الكتب يحتوي على فصول تحريضية، وخلط للدين بالسياسة، مثل كتب"الحلول المستوردة وكيف جنت على مجتمعنا"؛ و"الحلال والحرام في الإسلام"، و"الدين والسياسة تأصيل ورد شبهات"، و"العبادة فى الإسلام"، و"الإيمان والحياة" للقرضاوي.
وقالت إنها استطاعت الحصول على كتب "الحلال والحرام في الإسلام" بسعر 60 جنيها للتجليد القوى، و55 جنيها للتجليد العادي، وكتاب "ملامح المجتمع المسلم الذي ننشده" بسعر 35 جنيها.
وزعمت أن "الكارثة كانت في وجود مؤلفات حسن البنا، ومذكراته كاملة بالمعرض، وكذلك كتب: "الدعوة والداعية، وحديث الثلاثاء" ومذكرات حسن البنا، إلى جانب كتاب "الشهيد الحي" لسيد قطب".
وكشفت عن أن هناك مكتبات تحولت فيها كتب القرضاوي والبنا لما يشبه المخدرات، على حد تعبيرها، إذ يطلب المتردد الكتاب بسرية تامة، ويدفع ثمنها مقدما، ثم يعود لتسلمها بعد ساعة، مغلفة في حقيبة سوداء.
ونقلت عن أحد مسؤولي المكتبات قوله: "لماذا لا نبيع كتب الشيخ القرضاوي؟ الأمر عادي، والشيخ له جمهوره الخاص الذي يأتي إلى المعرض خصيصا ليشتري كتبه، كما أن أسعار الكتب ليست غالية، والعديد من المكتبات العربية تعرضها داخل أروقتها".
وكانت الهيئة
المصرية العامة للكتاب أعلنت سحب مؤلفات القرضاوي من المعرض، فيما أصدرت وزارة الثقافة بيانا أكدت فيه أن "هذه الكتب تم عرضها بجناح دار الشروق، دون علم الوزارة والهيئة العامة للكتاب".
وزعمت الهيئة أن "الجمهور الوطني الواعي رفض أن يكون لهذا الرجل الذي يناصب مصر وشعبها وجيشها العداء الشديد، كتبا داخل المعرض"، وفق وصفها.
من جهته، قال رئيس الهيئة الدكتور أحمد مجاهد إن كتب القرضاوي وحسن البنا قد تصنع عشرات الإرهابيين، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن حجبها سوف يجذب مئات المتعاطفين معها في الداخل، والخارج، وفق قوله.
وشدد على أن الهيئة لا تمنح تصاريح نشر للكتب، ولا يحق لها مصادرتها إلا بحكم قضائي.
واستحسن أستاذ العلوم السياسية ونائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وحيد عبد المجيد، تصريحات مجاهد.
وقال في أحدث مقال له بجريدة الأهرام: "إن ما صرح به رئيس هيئة الكتاب عن الدستور المصري الذي يمنع مصادرة أي كتاب بدون حكم قضائي.. درس بليغ لإدارة "دار الشروق" التي لم تملك مثل هذه الشجاعة، فلجأت للمراوغة إزاء هجوم تعرضت له بسبب بعض الكتب التي توزعها عبر جناحها بالمعرض، بدلا من الدفاع عن الحرية التى يحميها الدستور، ولا يجوز لأحد تعطيلها.
وأضاف عبدالمجيد "لقد كانت مصادرة الكتب موضعا للسخرية في العالم، حتى قبل أن يصبح تداولها إلكترونيا ضامنا لانتشارها على نطاق أوسع عند مصادرتها في هذا البلد أو ذاك، فقد أدرك من سبقونا إلى العصر الحديث الذي ما زلنا نقف عند بابه أن الرد على ما يتضمنه أي كتاب هو السبيل إلى مواجهته بالفكر، وليس بالقوة".
وفي المقابل، هاجم الإعلامي القريب من السيسي، أحمد موسى، الداعية القرضاوي، خلال برنامجه التليفزيوني "على مسئوليتي" الاثنين، ووصفه بـ"المجرم القاتل الهارب لقطر رأس الأفعى"، وبأنه مطلوب للعدالة.
وأضاف موسى أنه يجب القبض على الخونة من جبهات وأحزاب هاربين بمخاطبة الإنتربول الدولي لأكثر من مرة، وفق قوله.
يُذكر أن دار "الشروق" رفعت كتب الدكتور يوسف القرضاوي، من جناح الدار في المعرض، الذي اختار إدارة المعرض السعودية لتكون ضيف شرف المعرض لهذا العام.