سياسة عربية

اتهام مرسي بالتخابر مع قطر هل يضع نهاية للمصالحة مع مصر؟

هل وُضعت المصالحة القطرية المصرية على الرف؟ - أرشيفية
هل وُضعت المصالحة القطرية المصرية على الرف؟ - أرشيفية
يبدو أن بقعة الضوء التي ظهرت نهاية كانون ثان/ ديسمبر الماضي، وأشارت إلى تطور العلاقات المصرية القطرية بدأت تخفت شيئًا فشيئًا، وعادت مؤشرات الخلاف بين البلدين من جديد إلى الصدارة.

فعلى الرغم من التقارب البطيء من جهة المصريين، الذي تمثل في إطلاق سراح أحد صحفيي الجزيرة المعتقلين لديهم، إلا أن اتهام الرئيس محمد مرسي بالتخابر مع دولة قطر شكل، بحسب مراقبين، ضربة قوية للمصالحة.

وأسندت محكمة استئناف القاهرة، الاثنين، تهمًا جديدة لمرسي منها "التخابر وتسريب وثائق ومستندات صادرة عن أجهزة الدولة السيادية إلى مؤسسة الرئاسة، وتتعلق بالأمن القومي والقوات المسلحة المصرية، وإفشاؤها إلى دولة قطر".

وفاة الملك عبد الله

وطُرحت تساؤلات عديدة حول تأثير وفاة الملك السعودية عبد الله بن عبدالعزيز على المصالحة القطرية المصرية التي رعاها.

وذكرت صحيفة الأهرام الحكومية في تقرير لها أن "وفاة الملك جاء ليطرح الكثير من الأسئلة الشائكة حول مصير المصالحة المصرية القطرية التي تبناها العاهل السعودي قبل وفاته بأشهر، ومدى تأثيرها على الشارع العربي والخليجي من الناحية السياسية".

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، الأحد، إن "الخارجية بصدد مراجعة مبادرة الراحل الملك عبد الله المتعلقة بالمصالحة بين مصر وقطر، بعد سياسات التحريض على العنف التي انتهجتها قناة الجزيرة، منذ الذكرى الرابعة لـ25 يناير".

وكانت العلاقات بين القاهرة والدوحة تدهورت بعد الانقلاب على مرسي في تموز/ يوليو 2013. 

واتُهمت قطر بعدها بدعم جماعة الإخوان التي ينتمي إليها مرسي، وعلى إثر ذلك اندلعت أزمة داخل مجلس التعاون في آذار/ مارس، تجلت في استدعاء سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة. واتهم كل من الرياض وابوظبي والمنامة، الذين يدعمون الانقلاب في مصر، قطر بزعزعة استقرار المنطقة.

وتوجت الضغوط على قطر بمصالحة مع مصر رعتها الدول الخليجية على رأسها السعودية.

وكانت شبكة الجزيرة القطرية أغلقت قناة "مباشر مصر"، في أول خطوات المصالحة مع مصر، كما عمدت إلى تخفيف وطأة الهجوم على السلطة الحاكمة، بالإضافة إلى ترحيل عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين.

تغير قطري

وبعد وفاة العاهل السعودي تغيرت الأمور، وعادت الجزيرة عبر قناتها "الجزيرة مباشر" إلى تغطية جزء كبير من المظاهرات الشعبية، ولوحظ تغيّر في خطابها.

 كما عَدّ البعض ظهور الشيخ يوسف القرضاوي المقيم في قطر إعلاميا ودعوته إلى الخروج ضد نظام الانقلاب أحد تحولات الموقف القطري.

وكان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي، دعا جموع الشعب المصري إلى الخروج إلى الشوارع، وإحياء "ثورة 25 يناير من جديد، بعد أن ضاعت"، مؤكدا أن الأمر أصبح "فرض عين على الجميع رجالا ونساءً وشبابا".

خروج القرضاوي كان قد دفع المذيع المصري المقرب من سلطات الانقلاب يوسف الحسيني، إلى مهاجمة الشيخ وقطر، ومدللاً على انتهاء المصالحة، قائلاً: "القرضاوي كان صامتًا صمت القبور، لا يجرؤ على الحديث، بعد أن جاءت تعليمات من الأمير تميم بن حمد بألا يتحدث بسبب مبادرة الصلح السعودية التي تبناها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز"، على حد قوله.

وتساءل الحسيني: "هل سيظل الأمير تميم ملتزمًا بالمصالحة؟ فخروج القرضاوي يوحي بأن تميم لن يلتزم، ومن الواضح أنه أخذ الضوء الأخضر ليعود ويتكلم ويخرج بتصريحات".

يبدو أن الأمور في المصالحة لن تنتهي في نهاية مطافها إلى التقارب، وستشهد الأوضاع تصعيدا  سياسيا وإعلاميا بين البلدين في الأيام القادمة، إلا إذا قرر الملك سلمان بن عبدالعزيز تهدئة الأوضاع من جديد.
التعليقات (0)