قال المحلل
الإسرائيلي، تسفي برئيل، إن "إسرائيل وحزب الله غير معنيين باندلاع مواجهة شاملة بينهما. كما أن إيران أيضاً غير معنية بفتح جبهة تشوش على خططها الاستراتيجية في
سوريا ولبنان".
وأوضح برئيل تحت عنوان "إسرائيل وحزب الله يتعلمان حدود الخطاب العنيف"، في مقاله الجمعة، "يبدو أن تبادل إطلاق النار بين
حزب الله وإسرائيل، هو الحوار العنيف الذي يوضح فيه كل طرف حدود الخطاب".
وبيّن أنه "ليس لإسرائيل وحزب الله مصلحة في فتح جبهة مشتعلة في هضبة
الجولان أو في لبنان. وإذا نشأت مخاوف من أن حزب الله قد يفتح النار على إسرائيل، لإبعاد الاهتمام بالمذابح الجارية في سوريا على يد الجيش السوري، فإن هذا غير قائم الآن"، على حد قوله.
ولكنه يرى أن إيران ملزمة بأن تضمن ألا تسمح إسرائيل لنفسها بأن تمس كما تشاء بالأهداف التي تهم إيران وحزب الله. "وهنا يكمن الخطر عندما لا تحسن إسرائيل قراءة خريطة المصالح الإيرانية والأحداث الثانوية، مثل قتل مسؤولين كبار أو إطلاق نار عرضي يدفع الطرفين إلى الانزلاق في جرف لم يفكرا بالانزلاق إليه".
وأضاف أن إسرائيل تحاول كسر الاحتكار السوري الإيراني المتعلق باستراتيجية إدارة الحرب الداخلية في سوريا.
ويرى المحلل الإسرائيلي أن فتح جبهة واسعة على الحدود اللبنانية هو أمر خطير، فهو من شأنه أن يحرف الجهود الحربية لحزب الله عن المناطق التي يساعد بها النظام السوري إلى الحدود مع إسرائيل، ويضعف الجهود السورية في إخضاع المعارضة. ولهذا تم اختيار مزارع
شبعا مكان انطلاق الصواريخ على القوة الإسرائيلية بالأمس.
وتابع بأن التقدير الإيراني يعتمد على انعدام رد إسرائيلي على احتلال معظم هضبة الجولان السورية، على أيدي منظمات الثوار، بما فيها المنظمات الإسلامية، ولكنها تهرع حين يخطط حزب الله لتوسيع سيطرته في الهضبة. وبالنسبة لسوريا وإيران، فإن هذا هو تدخل في "شؤونهما الداخلية"، الذي منح إسناداً إسرائيلياً للثوار.
وبحسب برئيل، فإن معضلة الرد قد تم حلها بشكل مخطط ومحسوب. ولكن الخوف الإيراني - السوري هو "فتح جبهة واسعة في الهضبة السورية، التي ستدفع إسرائيل إلى الرد المباشر ضد نظام الأسد وجيشه ودعم المتمردين".
وقال إن إسرائيل تفضل دائماً تحميل المسؤولية للأنظمة الرسمية، مثل حكومة لبنان "التي هي غير مسؤولة عن أي شيء، أو على نظام الأسد الذي لا يسيطر على الأرض، ولذلك فإن قصر الأسد قد يضاف إلى قائمة الأهداف الإسرائيلية"، على حد قوله.
حقيقة أن شبعا منطقة لبنانية، إلا أنها تعدّ حسب قرارات الأمم المتحدة منطقة سورية، سيتم تسوية وضعها من خلال اتفاق سلام مع سوريا، وفق برئيل.
وعدّ برئيل أن العملية جرت من موقع هو موضع خلاف بين الأطراف، ومن هنا أفضليته. فهو يسمح لحزب الله بالادعاء أنه يحافظ على التزاماته التي مفادها أن كل اعتداء على سوريا يعدّ اعتداء على المقاومة، وفي الوقت نفسه يعفي إسرائيل من فتح جبهة ضد لبنان.