أفاد عضو في مجلس إدارة معبر "
باب الهوى" الحدودي بين
سوريا وتركيا، أن السلطات التركية طلبت منهم تسيلم العناصر الذين قاموا بإطلاق النار باتجاه حاجز التفتيش التركي بعد
تحرش أحد عناصر "الجندرما" التركية بامرأة سورية على المعبر، حيث تقول السلطات التركية إنه سيتم تسليم العناصر السوريين مع العنصر التركي إلى محكمة تركية، لمحاكمتهم بشكل قانوني.
وقال "أبو هادي" في حديث لـ"عربي21" إن السلطات التركية قالت لهم إن المعبر سيبقى مغلقا من الجانب التركي ما لم يتم تسليم العناصر السوريين الذين أطلقوا النار، "ونحن الآن في إدارة المعبر السوري نعمل للوصول إلى حل نستطيع من خلاله إعادة فتح المعبر من الجهتين"، وفق قوله.
وكانت إحدى النساء السوريات متوجهة إلى
تركيا برفقة أخيها العنصر في أحد تشكيلات الجيش الحر، وأثناء وصولها إلى نقطة التفتيش التركي تحرش فيها عسكري تركي، فتوجه أخوها إلى الضابط المسؤول ولكنه لم يتجاوب معه، وقال إن عناصره لا يقومون بهذا الأمر، ما أدى إلى تفاقم القضية، حيث توجه المقاتل السوري إلى مقر لوائه وقام بإحضار سلاحه مع عدد من العناصر، بحسب أبو هادي.
وأوضح أبو هادي أن العناصر أطلقوا النار باتجاه حاجز التفتيش التركي بشكل عشوائي، الأمر الذي دعا عناصر الجيش التركي بالرد أيضا بإطلاق النار.
وأكد أبو هادي أن الأمر مر بسلام من دون وقوع إصابات من الجانبين، حيث سارع عناصر أمن المعبر من الطرف السوري إلى ضبط الأمر وإخراج العناصر الذين قاموا بإطلاق النار، كما تم إخراج المدنيين من مكان الاشتباك. وصدر أمر بإيقاف المعبر من الجانب السوري، وذلك ليتم معالجة المشكلة والوصول إلى حل لها.
وأضاف أبو هادي أن الأمر يعتبر إهانة بحق السوريين، ولكنه يعتبر عملا فرديا من جاب العسكري التركي، حيث إن الأتراك في الجانب التركي من المعبر متجاوبون ومتعاونون بشكل جيد، ولم يسبق وقوع أي مشكلة من هذا النوع قبل ذلك. وقال: "نأمل من السلطات التركية أن تعمل على محاسبة العنصر التركي، لأن هذا الفعل لا يعبر عن الحكومة التركية، ولا يمكن أن تقبل به الجهات الرسمية في تركيا".
بدوره، أفاد مصدر من إدارة المعبر أن مفاوضات ستتم غداً بين الجانبين التركي والسوري بخصوص ما جرى للوصول إلى اتفاق لحل المشكلة، مؤكدا أنه لا نية للجانب السوري بالمطلق تسليم العنصر في الجيش الحر، وهناك إصرار على مطالبة السلطات التركية بمحاسبة الفاعل من الجيش التركي والاعتذار رسمياً عما حصل.
وقال عمر، وهو أحد المسافرين الذين كانوا متواجدين في المعبر أثناء وقوع الحادثة: "تفاجأنا أثناء وقوفنا على الحاجز الأخير للدخول إلى تركيا بإقدام مجموعة من شباب الجيش الحر بإطلاق النار بشكل عشوائي، حيث كان يتواجد عدد كبير من الناس المتوجهين إلى تركيا، ولم نعرف السبب في بادئ الأمر، ولكن إطلاق النار خلق حالة ذعر كبيرة في صفوف المسافرين، وخاصة النساء والأطفال الذين باشروا بالصراخ والبكاء".
وأضاف علي أن إغلاق المعبر أدى إلى تعطيل سفر عشرات الأشخاص، ومنهم من أتى من مناطق بعيدة في الداخل السوري تحت القصف والمخاطر الكبيرة، "واضطررنا عند إغلاق المعبر إلى تناول النباتات في الحدائق وفي الشوارع لأننا لم نجد مكانا نلجأ إليه، ولم نستطع العودة إلى المناطق التي أتينا منها".
يشار إلى أن معبر باب الهوى الذي يقع في محافظة إدلب ويقابله "جيلفا غوزو" في مدينة الريحانية من الجانب التركي؛ أحد أهم المعابر بين سوريا وتركيا، ويقصده يومياً مئات المسافرين، وتدخل عبره عشرات السيارات والشاحنات التي تنقل المواد التجارية والإغاثية. وبعد الحادثة تم إغلاقه بشكل كلّي بالنسبة للقادمين من سوريا، لكنه يبقى مفتوحا للمغادرين من تركيا. وقد يستمر إغلاق المعبر لفترة طويلة إذا أصرت السلطات التركية على تسليم العناصر الذين قاموا بإطلاق النار على نقطة التفتيش التابعة لها.
وسبق أن اتبعت السلطات التركية ذات الطريقة حينما قام شاب سوري بضرب أحد الحراس الأتراك. وقد تم تسليم الشاب لاحقا.