انقسم
اللبنانيون بشأن
العملية التي نفذها مقاتلو
حزب الله، ضد قوات الاحتلال
الإسرائيلي في
مزارع شبعا المحتلة، وأوقعت عددا من القتلى والجرحى ردا على اغتيال عدد من قياديي الحزب وعناصره في القنيطرة السورية.
وبينما سمعت أصوات زخات من الرصاص أطلقت في سماء الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله ابتهاجا بالعملية، أبدى فريق من اللبنانيون خوفهم من انجرار بلادهم إلى حرب جديدة مع الكيان الإسرائيلي، تعمّق الآثار السلبية اقتصاديا وأمنيا مما خلفه العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 2006.
وبعد لحظات من تبني حزب الله -رسميا- العملية، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات السياسيين اللبنانيين ما بين مرحب بالرد ومحذر منه، ومتخوف من عواقب خطيرة تنتظر لبنان إذا ما تدهورت الأوضاع.
وأكد الزعيم الدرزي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أن لبنان مقبل على وضع جديد، محذرا بحسب "تغريدة" له نشرها في حسابه على "تويتر" من "أننا سندخل في مرحلة اضطراب كبيرة".
وأرجع "جنبلاط" السبب المركزي لما حدث في الساعات الأخيرة إلى "الجنون الإسرائيلي، فنتنياهو حاول من خلال عملية القنيطرة، تحسين وضعه الانتخابي"، مضيفا أنه و"كما فعل في غزة (نتنياهو) وأتى الرد اليوم، والرد متوقع، وفي هذا السياق لا بد من أخذ الاحتياطات المناسبة، إذا ما قامت إسرائيل بعدوان على لبنان".
أما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فقد حمّل حزب الله مسؤولية ما يحدث في الجنوب، وقال في تغريدات على "تويتر"، إن "حزب الله ليس من حقه توريط اللبنانيين بهذه المعركة"، محذرا من أن ما حدث قد يرتد أيضا على الجيش اللبناني.
وأيد القيادي في تيار الرابع عشر من آذار فارس سعيد ما ذهب إليه "جعجع" بالقول: "مرة جديدة حرب خارج الإجماع اللبناني، وخرق للقرار 1701"، ورأى في تغريدة على "تويتر" أن العملية "مغامرة غير محسوبة".
من ناحيته شدد الرئيس ميشال سليمان على "ضرورة التنبه للأهداف الإسرائيلية التي تعمل لأسباب انتخابية يحتاجها نتنياهو في معاركه الداخلية واختلافه الواضح مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، على جر لبنان إلى خرق القرار 1701".
وطالب "سليمان" في بيان صادر عنه "جميع القوى اللبنانية الفاعلة بالوقوف خلف الحكومة اللبنانية التي تضم جميع الأطراف، ودعمها وتحصين موقفها في هذا التوقيت الحرج، لعدم السماح لإسرائيل أو غيرها من الاستفادة من تشتت الموقف اللبناني في ظل الفراغ الرئاسي".
يذكر أن عملية حزب الله تأتي في وقت يتواصل فيه الجدل داخليا، بشأن مشاركته بالقتال إلى جانب النظام السوري، وبالتزامن مع جلسات حوارات مع تيار المستقبل تجنبت تناول ما يعرف بملف الاستراتيجية الدفاعية.