جاءت حادثة اقتحام
فندق كورنثيا بالعاصمة الليبية
طرابلس أمس الثلاثاء، لتعزز انقسام أطراف الأزمة الليبية، حيث حاول كل طرف تفسير الواقعة بما يخدم توجهه السياسي العام.
فمن جانبها؛ اعتبرت حكومة الإنقاذ الوطني، أن عملية الاقتحام كانت بهدف
اغتيال رئيسها عمر
الحاسي، موجِّهة الاتهام لمؤيدي اللواء المتقاعد خليفة
حفتر ومن يقف وراءه من أطراف خارجية لم تسمها.
وأكدت الحكومة في بيان لها أمس الثلاثاء، أن عدد القتلى في
الهجوم على فندق كورنثيا بلغ ثمانية قتلى، وجريحة واحدة.
وقال المستشار السياسي لرئيس الحكومة محمد علي حسين، إن أربعة من القتلى ليبيون من أفراد قوات الأمن والحماية بالفندق، إضافة إلى مقتل أربعة أجانب لم يتسن التحقق من جنسياتهم بعد، وجريحة من الجنسية الفلبينية.
وأدان المؤتمر الوطني العام الهجوم على الفندق، مؤكدا فتح تحقيق لمعرفة الجناة، واعدا بتأمين العاصمة الليبية طرابلس.
بينما أكد بيان لمجلس النواب الليبي المنحل في طبرق؛ أن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ"داعش" هو من يقف وراء الحادثة، مطالبا بضم
ليبيا إلى الجهود الدولية الرامية لمكافحة الإرهاب.
ولاقت الحادثة اهتماما دوليا، وشجب الهجوم كل من: مجلس الأمن الدولي، والاتحاد الأوروبي، والمجتمعين في جنيف لحوار الأطراف الليبية، وبعثة الأمم المتحدة في ليبيا، باعتبار أن فندق كورنثيا في العاصمة طرابلس وفندق راديسون بلو يمثلان رمزية ارتباط ليبيا بالمجتمع الدولي، حيث إنهما مقرا إقامة البعثات الدبلوماسية الأجنبية، واستقبال المسؤولين الدوليين، واجتماعات حكومة الإنقاذ الوطني، والمؤتمر الوطني العام.
ورغم الانتهاكات اليومية التي تتعرض لها عدة مدن ليبية من قبل المسلحين، المؤيدين والمعارضين لعملية الكرامة والمؤتمر الوطني العام، والتي كان آخرها محاولة سرقة مقر فرع مصرف ليبيا المركزي ببنغازي من قبل مليشيا تابعة لحفتر، إلا أنها لم تلق تنديدا كالذي لقيه اعتداء كورنثيا.
وتضاربت المعلومات حول هوية منفذي العملية والجهة التي يتبعون لها، فبينما تصر رواية على مسؤولية تنظيم الدولة الإسلامية عن العملية، تؤكد رواية أخرى أن العملية استخباراتية، مع الاختلاف حول الجهة المستفيدة منها.
وأبدى محللون تخوفا من محاولة الربط بين عملية "فجر ليبيا" كعملية عسكرية وطنية، وبين تنظيم الدولة الإسلامية، بهدف عزل "فجر ليبيا" وإجبارها على القبول بكل الشروط التي تُملى عليها، متهمين تحالفا مصريا خليجيا بالضلوع في العملية.
بيد أن محللين آخرين يرجحون أن تيار النظام السابق، الذي له تواجد وقواعد شعبية بمناطق غرب ليبيا؛ هو من يقف وراء الهجوم، وذلك لهز ثقة المجتمع الدولي بما حققته "فجر ليبيا" من تأمين "نسبي" للعاصمة الليبية طرابلس، بعد سيطرتها عليها.
ولقلة التصريحات الأمنية المسؤولة؛ فُتح باب التكهنات حول آلية الهجوم، ففي الوقت الذي ترددت فيه رواية بأن منفذي العملية فجروا أنفسهم؛ أظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي التقطت للمهاجمين، جثثهم كاملة غير مبتورة الأعضاء، وتناقلت وسائل إعلام تصريحا لأحد أفراد قوة الردع الخاصة، قال فيه إن الأمن قتل جميع منفذي الهجوم على الفندق.
وأكد متابعون أن تنظيم داعش لم تصل أيديه بعد للعاصمة طرابلس، مشيرين إلى أن قواعد تمركزه بنغازي ودرنة شرق ليبيا، ويحاول أن يجد موطئ قدم له في مدينة سرت وسط ليبيا.