قالت الكاتبة
الإيرانية فرزانة روستائي إنه سيكون من المستغرب إذا لم يتسبب الكشف عن الاختراق الذي حققه
الموساد في القيادة العليا بحزب الله اللبناني بعاصفة أمنية سياسية في إيران.
وأوضحت الكاتبة بمقالتها في صحيفة روز المعارضة الإيرانية أنه وعلى الرغم من تقليل حسن نصر الله الأسبوع الماضي من أهمية عميل الموساد المكتشف بالحزب محمد
شوربا، إلا أن هذا الشخص عمل لصالح الموساد مدة 8 سنوات وسمح لإسرائيل خلالها بمعرفة كل نشاطات الحزب عملياً، بما فيها حياة نصر الله الشخصية.
وأضاف "ليس من المبالغة القول أنه رغم الجهاز الاستخباري المخيف التابع له، فإن نصرالله كان مكشوفاً كلياً أمام
إسرائيل، وهذا درس ينبغي أن يتّعظ به كل زعماء إيران".
وقالت إنه كان بين المسؤوليات الرئيسية لـ"شوربا" تقديم تقارير إلى "الموساد" حول خطط عمليات
حزب الله كلها في الخارج، الأمر الذي سمح بإفشالها.
ولفتت بالقول إنه "بات من الواضح، الآن، أن "شوربا" كان الشخص الذي كشف حضور عماد مغنية للحفل الذي نظّمته السفارة الإيرانية في دمشق، وعلى إثرها جرى اغتياله بتفجير سيارة الجيب باجيرو التي توجه ليركبها بعد انتهاء الحفل".
وأشارت الكاتبة إلى أن اكتشاف أن أكبر مسؤول للعمليات الخارجية في حزب الله كان "جاسوساً"، أمر مهم بسبب التحالف الاستراتيجي القائم بين إيران وحزب الله، الذي يعني أن الرحلات الكثيرة جداً التي قام بها هذا الجاسوس إلى إيران سمحت، في الواقع، بمدّ ذراع أجهزة التجسّس الإسرائيلية إلى داخل إيران مباشرة.
وأوضحت أنه وردّاً على من سيرفضون فكرة أن "الموساد" يملك حلقات جواسيس ضمن إيران بسبب علاقاته مع حزب الله، فإنه يكفي التذكير بـ5 عمليات اغتيال تعرّض لها علماء إيران الذرّيون، لتعني أن هنالك شبكة استخبارية تملك جذوراً عميقة في إيران.
وأشارت الكاتبه إلى أنه في حال تتبعنا التقارير والأحداث الجارية في المنطقة المحيطة بإسرائيل، فإن من الممكن التساؤل عن "آثار أقدام" لشبكات التجسّس الإسرائيلية داخل إيران، حيث دأبت إيران على إرسال معدات عسكرية لحزب الله منذ سنوات كثيرة، مضيفة أن الطائرات الإسرائيلية هاجمت تلك شحنات المعدات العسكرية تلك مراراً وقامت بتدميرها، وذلك سبب يبرّر الشك بأن الموساد كان مطّلعاً على تلك الشحنات العسكرية الموجّهة لحزب الله منذ لحظة انطلاقها من إيران.
وذهبت الكاتبة بافتراضاتها إلى أنه "من المؤكّد أن أجهزة كثيرة في إيران مثل فيلق القدس والحرس الثوري، وحتى مكافحة التجسس وجهاز القضاء طالته يد الاختراق الإسرائيلية وأن القادة غير الإيرانيين لتلك الجماعات الذين أقاموا صلات مع حزب الله اللبناني، قد باتوا الآن ضمن "المشبوهين".