أعلن مركز مختص بمراقبة
انتهاكات حقوق الإنسان في
العراق عن وفاة سجينة في معتقل بالعاصمة العراقية بعد تعرضها لمضاعفات صحية ناجمة عن
التعذيب، فضلاً عن رفض السلطات نقلها إلى المستشفى أو توفير المساعدة الطبية لها.
وقال "مركز بغداد لحقوق الإنسان" إن "السجينة سميرة فرحان محمد توفيت في سجن النساء المسمى (سايد فور)، التابع لوزارة العدل بعد رفض إدارة السجن نقلها إلى المستشفى، إثر تدهور حالتها الصحية بسبب تعرضها للتعذيب".
وأضاف المركز في بيان حصلت "عربي21" على نسخة منه، أن السجينة البالغة من العمر 40 سنة أصيبت بمرض قلبي جراء أعمال التعذيب الجسدي والنفسي، التي تعرضت لها بعد اعتقالها سنة 2011 بتهمة الإرهاب، وعلى أثر بلاغ من مُخبر سري. وذكر أن القاضي المختص رفض الاستماع إليها قبل وفاتها أو النظر في شكوى بشأن التعذيب الذي تعرضت له، وأصرّ على أقوالها المنتزعة تحت التعذيب.
وتابع المركز أن "العديد من الشهود أدلوا بإفادات بأن السجينة من ذوات السلوك الحسن والسيرة القويمة، وليست لها علاقة بالأعمال الإرهابية، إلا أن قاضي التحقيق رفضهم جميعاً، وأصر على محاكمة السجينة وفق المادة (4 إرهاب)".
وطالب المركز المتخصص برصد التجاوزات في مجال حقوق الانسان، كلا من الأمم المتحدة والبرلمان العراقي، بالتدخل الفوري لوقف الانتهاكات الحاصلة في
السجون العراقية، وفتح تحقيق جدي في تزايد حالات الوفيات داخل هذه السجون.
وبوفاة السجينة سميرة فرحان محمد، ترتفع حصيلة الوفيات في السجون خلال الشهر الجاري إلى أربع حالات، بعد وفاة الشيخ الدكتور صبري المرعاوي، الذي توفي نتيجة التعذيب في سجن الكاظمية، والفريق الركن في الجيش السابق محمود فيزي الهزاع، الذي فارق الحياة نتيجة الإهمال في سجن الناصرية، بالإضافة إلى الأستاذ والأكاديمي الدكتور حاتم مجيد النعيمي.
وكانت منظمة حمورابي المختصة بحقوق الإنسان، قد بيّنت في تقرير مفصل، اطلعت عليه "عربي21"، أنواعا من التعذيب الذي تتعرض له النسوة المعتقلات في السجون التابعة للحكومة العراقية، ومنها الضرب والصعق بالكهرباء من أجل انتزاع اعترافاتهن.
وقالت الناشطة النسوية باسكال وردا، التي ترأست فريق "منظمة حمورابي" خلال زيارة السجون، إن السجينات المحكومات بالإعدام قد شكون من تعرضهن للاغتصاب خلال التحقيق من المحققين، وكذلك اغتصابهن من المرافقين العسكريين خلال نقلهن مرات عدة من سجون التسفيرات إلى سجن بغداد، وقالت إنهن يشكين أيضا من تعرضهن للإهانات.
وفي سياق متصل، وضمن تقريرها الختامي عن أوضاع السجون العراقية لعام 2014، بينت "منظمة السلام العراقية"، أن أكثر من 400 معتقل عراقي وعربي توفوا جراء التعذيب في سجون ومعتقلات ومراكز تحقيق تابعة لوزارات الدفاع والداخلية والعدل، وأخرى تشرف عليها ميليشيات.
وقال رئيس المنظمة محمد القيسي في بيان حصلت "عربي21" على نسخة منه، إن منظمته سجلت 439 حالة وفاة لمعتقلين، بينهم من يحمل جنسيات عربية، قضوا تحت التعذيب لانتزاع اعترافات منهم، موضحا أن جميع هؤلاء المعتقلين تعرضوا للصعق بالكهرباء والضرب والحرمان من الطعام والشراب، ودق مسامير في أجسادهم، والحرق بواسطة النار.