جدل سعودي بسبب مهرجان ظهرت فيه صغيرات بلباس قصير

أثار ظهور فتيات سعوديات بلباس قصير في أثناء رقصهن في أحد المهرجانات غضب الكثير من الدعاة، معتبرين ذلك تمهيداً للبدء بانحلال أخلاقي قد يكون برعاية رسمية.


وهاجم الدعاة منظمي مهرجان "ربيع بريدة 36"؛ مطالبين الجهات المعنية بضرورة محاسبتهم وإنزال أشد العقوبات بحقهم، بالإضافة إلى وضع حد لما أسموه "الجرأة المتكررة" على ثوابت الدين الإسلامي.


وتعد مدينة بريدة وسط السعودية معقل السلفيين في المملكة، حيث يجتمع أكبر مكون من دعاة السلفيين فيها بجميع أصنافهم "الدعوية، والجهادية، والجامية، والسرورية".


ورغم اعتذار مشرف اللجنة الإعلامية في المهرجان سلطان المهوس عن ظهور الفتيات الصغيرات بلباس غير لائق، وتعهده بعدم تكرار ذلك في مناسبات قادمة، إلا أن ذلك الاعتذار لم يشفع للقائمين على المهرجان، ولم يوقف تعرضهم لهجوم حاد من مئات المغردين.


وغرد أستاذ العقيدة في جامعة الملك سعود سابقاً؛ إبراهيم الفارس بصفحته في "تويتر" قائلاً "ما هذا العمل الشنيع يا أفاضل بريدة، ألهذه الدرجة تستعرضون بأجساد بناتكم في #رقص_بنات_في_مهرجان_بريدة. هل ضاعت الغيرة واختفت الحشمة وفقد الحياء".


كما غرد الأستاذ المشارك في جامعة الملك سعود بالعلوم التربوية محمد الشريم: قائلاً: "عرض الفتيات الصغيرات بهذه الصورة خطأ بحق الطفولة، ويخالف أصول التربية المحتشمة التي تحترم خصوصية الأطفال"، وأضاف "من تستثيره طفلة مريض! حسناً، ويستحق العقاب لو تجاوز أيضاً، لكن للفتيات حق في الستر وعدم تعريضهن للعيون الجائعة".


رئيس الجمعية العلمية للدراسات الفكرية المعاصرة بجامعة القصيم محمد الخضيري قال: "الفرق الإنشادية تدرجت في الاستعراض بالصغيرات وتربيتهن على الابتذال ونبذ الحياء حتى وصل الحال إلى ما نرى، وإذا استمرت في تسويق جمال الصغيرات كما تشاء فلن تقف حتى تصل لما هو أعظم وهذا ديدن الشر".


وأكمل الخضيري "مجرد الاعتذار من إدارة المهرجان عما جرى لا يكفي ولا يجدي، بل يجب المحاسبة الجادة، كل غيور على الحرمات والأعراض ينتظر من كل مسؤول في البلد يعنيه الأمر أن يقوم بواجبه بكل حزم وعزم".


أما الداعية عبدالله المحيسني؛ رئيس مركز دعاة الجهاد في سوريا، فوجه لومه إلى الشباب الملتزم في بريدة، مغرداً: "شباب الحسبة والغيرة في بريدة المروءة والنخوة.. غفر الله لكم، غفر الله لكم، غفر الله لكم. كيف تركتموهم يفعلونها".


وأكمل المحيسني بنبرة غاضبة "ما الذي يضيركم يا أسود الحسبة أن تقبعوا بين السجون .. حفاظاً على أعراض المسلمات ومنعاً لسيل التغريب الذي يراد لكم، ألا يقوم خمسة من الشباب فيعتلون المسرح ويوقفوا الحفل (المهزلة)، وليكن بعدها ما يكون، فكل شيء لأجل رضى الله يهون"، وتابع "وقد كانت هذه السهرة الماجنة، فإنه يجب أن تكون ردة الفعل الآن قوية بمستوى هذا الحدث ليكون منظموها عبرة لغيرهم".


على الجانب الآخر قلل عدد من النشطاء السعوديين من "رقص البنات" معتبرين أن أعمارهن صغيرة جداً، ومن غير المعقول أن يتم إنشاء حملة لمحاسبة منظمي المهرجان بسبب فتيات صغيرات، وفق قولهم.


وغرد الحقوقي السعودي عبدالله التويجري على صفحته بتويتر قائلاً: "الخوف غير المبرر من رقص طفلات صغيرات ينم عن أزمة وعدم ثقة بالهوية!".


وهاجم الإعلامي صالح الصقعبي دعاة السلفية في بلاده، مغرداً "أطفال بطهر وبراءة وفرح كانت مشاركتهم. لم يدر بخلدهم أو ذويهم هذا الكم من هواة النظرة السفلية".


وأضاف الصقعبي "مسرح طفل، تقدم عليه عدد من الزهرات. بعض الفرح الراقص. تم إغفال كل ملامح الجمال وتم التركيز على(فخوذ الأطفال). مرض!".


وتشهد المملكة العربية السعودية الكثير من القضايا المثيرة للجدل، وغالباً ما يكون رأسي الصراع هما: الإسلاميون من جهة، والليبراليون من جهة أخرى. ويطالب الطرفان الحكومة بإقصاء الطرف الآخر، حيث يتهم الليبراليون الطرف الآخر بمحاولة العودة بالبلاد إلى الوراء، بينما يقول الإسلاميون إن الليبراليين يسعون لنشر الانحلال الأخلاقي في المملكة.