قال القيادي الفلسطيني وعضو المكتب السياسي لحركة "حماس" أسامة حمدان ، الجمعة في المغرب، إنه كان يرجو أن ينسحب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن" من مسيرة باريس التضامنية مع صحيفة "شارلي إيبدو"، بسب وجود "أسوء الإرهابيين "نتنياهو"، "لأن دم الشهيد زياد أبو عين ما يزال طرياً".
واعتبر مسؤول العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية حماس، خلال كلمة له بحفل نظم في العاصمة المغربية الرباط، تخليداً للذكرى الأربعين لمقتل الفلسطيني أبو عين، أن "المقاومة ستظل هي السبيل الوحيد الذي لا طريق سواه، أما الطرق الأخرى فإنها عبث، وأن المقاومة في غزة ما تزال يدها على الزناد، وأن المقاومة ستبقى هي السبيل الوحيد لا استرجاع الحرية وطرد المحتل".
حمدان أكد تشبثهم في حركة حماس بالوحدة الفلسطينية الوطنية قائلاً: "سنحرص على إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، فلا انقسام بعد اليوم إن شاء الله، وسنعطي حكومة الوفاق الوطني فرصتها الكاملة، و سنجعل وجهتنا القدس".
وتناول حمدان الحصار المضروب على قطاع غزة مؤكداً: "رغم الحصار صمودنا لن يتزعزع" وأن استشهاد أبو عين فضح النفاق الدولي، حيث لم يجد من القادة المشاركين من يقول "للنتن ياهو" أنت أسوأ الإرهاب وأكبر الإرهاب، وتساءل، "هل عميت فرنسا عن هذا الإرهاب، أم تراها حنت لزمن الاستعمار؟".
وتطرق حمدان في كلمته لمسار تعرفه على الفقيد الوزير الفلسطيني زياد أبو عين، وكيف كان الرجل متوجساً في البداية من حركة حماس إبان تأسيسها سنة 1987، قبل أن يرحب بها بعد ذلك إبان تجربته السجنية، وتناول حمدان بعض أوجه الاختلاف مع أبو عين ومنها اتفاقية "أوسلو" التي قال حمدان، لقد دافع زياد عن "أوسلو" فكان صريعها.
وتابع أن "زياد ارتقى شهيداً وهو يدافع عن أرضه، وأن قضية زياد تكشف طبيعة الكيان الغاصب الذي لا يفرق بين فلسطين وأخيه، وأن العدو يعتبر العربي الجيد هو الميت، وأن رصاصه لا يفرق بين فلسطين وآخر". وختم كلامه بالقول "زياد يصرخ فينا لا سلام مع العدو فهل سيثأر له، فهل سيثأر له؟ أم سينطبق علينا القول العربي "لقد أوجعته شتماً وفاز بالإبل".
إلى ذلك نوه حمدان بالإجماع المغربي حول القضية الفلسطينية، حيث في سابقة قل نظيرها في العالم العربي، يتابع حمدان نجد المغرب ملكاً وحكومة وشعباً على موقف واحد تجاه القضية الفلسطينية.
شجرة زيتون في الرباط وفاء لروح أبو عين
وقام العشرات من المغاربة مساء اليوم بغرس غرس شجرة الزيتون في العاصمة الرباط؛ وفاء لروح الشهيد الوزير الفلسطيني زياد أبو عين، وذلك تحت شعارات "من المغرب لفلسطين شعب واحد مش اثنين" وشعارات "منتصب القامة أمشي"، وغيرها من شعارات الوفاء لروح الشهيد والقضية الفلسطينية عموماً".
وقد حضر هذه العملية قادة مختلفون من أطياف عدة في المغرب ومن فلسطين، كما تم في افتتاح حفل التأبين عرض شريط عن حياة الراحل أبو عين، وقد كان من آخر كلماته قبل موته، "أن الاحتلال فاشل سيرحل وسيبقى الشعب الفلسطيني، وسنستمر في المقاومة وكل الأرض أرض فلسطين".
خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، قال خلال كلمة له بالمناسبة إن بعض قادة العالم جسدوا بمسيرتهم في فرنسا العنصرية، "وكنا نود أن تنظم المسيرة في فلسطين ضد الإرهاب الصهيوني، ليقولوا للعالم إن الإرهاب الحقيقي هو الإرهاب الصهيوني، وكان حرياً بهم دعم مقاومة الشعب الفلسطيني، الشعبية والمسلحة".
يشار إلى أن سفير فلسطين تسلم درع المقاومة من المنظمين لينقله لعائلة الشهيد زياد أبو عين، كما تم في المناسبة ذاتها تقديم جهود نقباء ومحامين مغاربة من أجل مقاضاة قتلة زياد أبو عين أمام الجنائية الدولية.