اعتقلت قوات الأمن
الجزائرية، عدداً من المتظاهرين، بمسيرة حاشدة، الجمعة، انطلقت بعد صلاة الجمعة من مختلف مساجد العاصمة، لنصرة الرسول الكريم، وتنديداً بالرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها الأسبوعية الفرنسية الساخرة "
شارلي إيبدو".
ومن بين المعتقلين،
علي بلحاج، القيادي في "الجبهة الإسلامية للإنقاذ"، و
عبد الفتاح حمداش، مسؤول "جبهة الصحوة الإسلامية"، وعدد من المتظاهرين الذين اشتبكوا مع قوات الأمن، عند محاولتها وقف المسيرة عند شارع الشهيد عميروش وسط العاصمة، الجزائر.
وانطلق أول فوج من المتظاهرين من مسجد "المؤمنين" بشارع محمد بلوزداد شرق الجزائر الوسطى، باتجاه ساحة أول مايو بقلب العاصمة، حيث اعترضت قوات الأمن المسيرة واشتبك العشرات من المتظاهرين مع عناصر الأمن واعتقل عدداً منهم.
وقدر عدد المشاركين بالآلاف، وتمكن المتظاهرون، بعد تنامي أعدادهم، وهم يلتحقون من المساجد المجاورة، من كسر الطوق الأمني الذي فرضته قيادة الشرطة، وواصلوا السير إلى غاية منطقة"ساحة الشهداء"، بينما ضاعفت قيادة الشرطة الأفراد المكلفين بمنع المسيرة، وتحولت مهامهم، إلى مرافقتها و تشديد الرقابة على المتظاهرين خشية وقوع انزلاقات.
وتحظر المسيرات بالعاصمة، الجزائر، بموجب قانون أقرته الحكومة، نيسان/ إبريل العام 2001، بعد الأحداث الدامية التي نتجت عن مسيرة كبرى نظمتها تنسيقيات القبائل للمطالبة بحقوق الثقافية.
وفرضت حراسة مشددة على مقر سفارة
فرنسا بالجزائر، الكائنة ببلدية حيدرة في العاصمة، وكثفت قوات مكافحة الشغب بجوارها، خشية استهدافها من المتظاهرين.
ورفع المتظاهرون، لافتات مكتوب عليها "كلنا محمد" و"من أجل نصرة النبي الكريم" و"قائدنا محمد"، و"عليها نحيا وعليها نموت"، مرددين هتافات ضد العنصرية بفرنسا واستهداف المسلمين بها والخلط بين الإسلام والإرهاب.
وخلافاً لذلك، سمحت قيادة الشرطة بالجزائر، بمسيرات نظمت بمختلف محافظات الجزائر، لنصرة
النبي محمد (عليه السلام)، حيث إن القانون يسمح بذلك، ويمنع التظاهر بالعاصمة.
وقال فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، في تصريح لـ"عربي21"، الجمعة: "لم يعد هناك من مبرر لحظر المسيرات بالعاصمة، الجزائر" داعياً السلطات إلى "رفع القانون الذي يمنع التظاهر بالعاصمة، بعد أن رفعت حالة الطوارئ في البلاد". وأضاف"، لن يحدث شيء إن سار الجزائريون تعبيراً عن غضبهم، ولا يمكن الاستمرار بالتحجج بالإرهاب".
واستغرب حسن عريبي، نائب البرلمان عن "جبهة العدالة والتنمية"، المعارضة، منع مسيرة العاصمة بالجزائر، وتابع في حديث مع "عربي21": "من عجائب النظام الجزائري الذي يدعي الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان، أنه أرسل وزير الخارجية رمضان لعمامرة إلى فرنسا الأسبوع الماضي ليشارك في مسيرة بجانب نتنياهو لدعم حرية التعبير وحقوق الإنسان والديمقراطية، واليوم يمنع مسيرة أرادها العاصميون بالجزائر أن تكون لنصرة النبي الكريم".
واتهم عريبي، السلطة بالجزائر باعتقال
علي بلحاج، خلال المسيرة، وقال "بعد أن اعتدت الشرطة على بلحاج بالضرب المبرح الأسبوع الماضي، هاهي تعتقله اليوم، أنا أدين الاعتقال ضد المواطن علي بلحاج الذي كان بصدد المشاركة بالمسيرة السلمية لنصرة رسول الله".