قرر الممول
الإيراني لقناة "الساحات
اليمنية" الفضائية، التي تبث تحت إشراف حزب الله من الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، إغلاقها نتيجة العجز المالي الذي تعاني منه، على خلفية تورط مجلس إدارتها في
غسيل أموال.
وكشف مصدر يمني مطلع عن خلفيات القرار الإيراني، الذي جاء "نتيجة اتهامات بتورط عضوين في مجلس إدارة
قناة الساحات، مع مدير عام القناة بالفساد المالي والإداري، الأمر تسبب في عجز مالي في القناة يقدر بربع مليون دولار".
وأفاد المصدر بأن العضوين في مجلس إدارة القناة، هما النائبان اليساريان في البرلمان، أحمد سيف حاشد، وسلطان السامعي، اللذان بذلا جهوداً للحيلولة دون صدور قرار إغلاق القناة، فيما يتهم بالتورط معهما مدير عام القناة عبد السميع الشريحي الذي جرى تعيينه في 16 من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي.
إفراط مدير القناة في تناول الكحول
وقال المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه في حديث خاص لــ"عربي21" إن "الشريك اللبناني اعترض على سوء إدارة المدير الجديد للقناة عبد السميع الشريحي، نتيجة إفراطه في تناول الكحول، وتحديداً أثناء الاحتفال بعيد الميلاد (الكرسمس)، ما أدى إلى طرده لثلاثة موظفين في الإدارة العامة في بيروت منهم موظفة لبنانية، دون أي سبب"، بالإضافة إلى "إيقافه مبالغ مالية تخص مكتب القناة في صنعاء، ما ضاعف من معاناة موظفي القناة في مكتبي صنعاء وتعز، والذين لا يزالون دون رواتب"، وفق تعبيره.
وسبق، أن تعاقب عدد من المدراء على القناة التي جرى إطلاقها رسمياً من العاصمة اللبنانية في تموز/يوليو من عام 2013، إلا أنهم استقالوا بسبب ملف الفساد الذي ظل يضرب القناة منذ إنطلاقها.
غسيل أموال القناة واستثمارها في تنزانيا
ولفت المصدر اليمني إلى أن "قناة الساحات تقوم حالياً، ببث برامج وثائقية تسجيلية، بسبب توقف الدعم الإيراني لمكتبيها في صنعاء وتعز"، على خلفية ما وصفه المصدر بـ"غسيل أموال تابعة للقناة"، تورط فيها عضوا مجلس إداراتها سلطان السامعي وأحمد سيف حاشد، فضلاً عن تورط مسؤول لبناني في هذا الملف، ويدعى ناصر أخضر"، حسب قوله.
وأوضح المصدر المطلع أن "حاشد والسامعي، عضوا مجلس الإدارة، قاما باقتطاع مبالغ مالية مهولة من نفقات القناة التشغيلية، المقدرة بأكثر من نصف مليون دولار على مدى الستة الأشهر الماضية، والقيام باستثمارها في عدد من الدول الإفريقية في مجال العقارات منها دولة تنزانيا، يساندهم في ذلك الشريك اللبناني".
ونوه المصدر إلى أن "من بين أسباب إغلاق قناة الساحات المملوكة لما تسمى "جبهة إنقاذ الثورة"، التي يقودها أحمد شيف حاشد، "غياب أي سياسة إعلامية للقناة وفشلها الإداري، وعدم وجود خطة برامجية، إضافة إلى الفساد المستشري في القناة".
وبحسب المصدر اليمني المطلع فإن "خلافات نشبت بين السامعي وحاشد، على خلفية تبادلهما الاتهامات بالمسؤولية عن الفساد المالي والإداري في قناة الساحات، والذي ساهم في إيقاف دعم الممول الإيراني للقناة، ومنحها أجهزة البث التابعة لها لطرف سياسي آخر تحت اسم قناة "اليمن الحر".
الاشتراكي تقدم بطلب رسمي لإيران
من جهة أخرى، قالت مصادر سياسية يمنية لــ"عربي21" : إنّ"الحزب الاشتراكي اليمني، سبق وتقدم بطلب إلى إيران، من أجل دعمه في إطلاق قناة تابعة له، وحتى الآن لم يقر اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، ومقره العاصمة اللبنانية بيروت، منح قناة الساحات لأي طرف من هذه الأطراف في اليمن، فيما يسود الاعتقاد بأن قناة "اليمن الحر"، ستكون من نصيب الحزب الاشتراكي، بعد فشل جبهة "إنقاذ الثورة" بزعامة أحمد سيف حاشد في إدارة القناة، وتورطه بـ"غسيل أموال" تابعة للقناة واستثمارها في مجال العقارات في أفريقيا مع حليفه سلطان السامعي.
ومن المتوقع أن تنطلق قناة جديدة تحمل اسم "اليمن الحر" كمحطة بديلة عن قناة الساحات، بعد ما تم نقلها إلى مجموعة أحزاب يسارية يمنية، يتقدمهم الحزب الاشتراكي اليمني، الذي أعلن في منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي اعتزامه إطلاق قناة فضائية"، وفقاً للمصدر.
وكانت قناة الساحات، قد انقطعت عن البث لأكثر من أسبوعين في نيسان/إبريل من عام 2014، إثر قرارات تعسفية أصدرتها إدارة القناة قضت بإغلاق مكتبها في صنعاء وتسريح موظفيه دون دفع مستحقاتهم المالية، بحسب مدير المكتب حينها الإعلامي اليمني أحمد الزرقة، الذي أضاف أيضاً، بأن "ضغوطات كثيرة تمارس عليهم، ساهمت في حرف الأداء المهني للقناة، بما يُغذي الصراعات السياسية بالبلاد"، حسب تعبيره.