نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تقريرا للصحافية إيزابيل هنتر، حول اختفاء المطلوبة رقم واحد للسلطات الفرنسية،حياة
بومدين، قالت فيه إن الشوارع الخلفية لمنطقة كاديكوي في إسطنبول أخفت آثار زوجة أحمدي كاليبالي، مهاجم المتجر الفرنسي.
وتقول هنتر إن الشرطة التركية، التي تبحث عن أي خيوط تكشف عن التحركات الأخيرة للمرأة البالغة من العمر 26 عاما، قبل اختفائها في سوريا، قامت بمداهمة آخر عنوان معروف لها، وهو فندق "بايد"، وتبين أنه فندق متهالك في إسطنبول.
ويذكر التقرير أن منطقة كاديكوي في إسطنبول تعد منطقة حيوية، وتجد فيها الكثير من الطلاب والسياح، الذين يبحثون عن أسعار رخيصة، وهي في الجانب الأناضولي من البوسفور، وتأخذ الرحلة منها بالعبارة إلى أهم المعالم السياحية في المدينة حوالي 20 دقيقة.
وتشير الصحيفة إلى أن فندق "بايد" المتواضع يقع في منطقة هادئة، مقابل بناية ومرآب سيارات تابعين لخط سكة حديد صناعية. ويرفض مالك الفندق الحديث للصحافيين، بناء على نصيحة من المحامين الذين لجأ المالك إليهم بسبب اهتمام الإعلام. وقد صادرت الشرطة أشرطة كاميرات المراقبة في الفندق.
وينقل التقرير عن كيم، الذي يدير بقالة قريبة من الفندق ومفتوحة على مدار الساعة، قوله إن الجهادية الفرنسية اختبأت في الفندق معظم الوقت، ولم تخرج سوى مرتين خلال إقامتها في الفندق. وفي إحدى المرتين اشترت شريحة جوال تركية، تم رصدها لآخر مرة قرب الحدود السورية في 8 كانون الثاني/ يناير، بالقرب من مدينة تل أبيض، التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية.
وتبين الكاتبة أن آخر صور لبومدين، التي سربت يوم الاثنين، كانت عبارة عن لقطات من كاميرات الدائرة التلفزيونية المغلقة في مطار صبيحة غوكسن في إسطنبول، وكان معها رجل يظن أنه مهدي صبري بلحسين (23 عاما).
وتلفت الصحيفة إلى تأكيد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بومدين قضت يومين في إسطنبول في الفترة من 2 إلى 4 كانون الثاني/ يناير، قبل دخولها إلى سوريا، وقال: "وصلت إلى
تركيا من مدريد، ولدينا تسجيلات فيديو لها في المطار، وأقامت في فندق في كاديكوي، ومعها مرافق، وسافرت إلى سوريا في 8 كانون الثاني/ يناير. نعرف ذلك من خلال تسجيلات الهاتف".
ويكشف التقرير عن أنه في صور المطار تبدو بومدين، التي يقال إنها "مسلحة وخطيرة"، وهي تقف بهدوء، بينما يتم ختم جواز سفرها وجواز سفر مرافقها.
وبحسب "ييني سافاك"، وهي صحيفة تركية مؤيدة للحكومة، فإن السلطات التركية تابعت المرأة ومرافقها؛ لأنه تم تصنيف المرافق على أنه مشبوه. وكان جوازا سفرهما الفرنسيان كافيين لتنبيه السلطات الفرنسية، وإرسال التفاصيل للحكومة الفرنسية، بحسب الصحيفة.
وتوضح الصحيفة أن المعبر الرسمي بين تركيا وتل أبيض مفتوح أمام المواطنين السوريين، ويقول المسؤولون الأتراك إن بومدين عبرت بطريقة غير شرعية.
ويفيد التقرير بأن الصحافة التركية بقيت تخمن الطريق الذي سلكته بومدين، وقالت بعض تلك التقارير إنها بقيت في مدينة سانليورفا الحدودية لمدة يومين، قبل أن يتم تهريبها مع أربع نساء أخريات.
وتشير الصحيفة إلى أن هناك غضبا بين المسؤولين التركيين؛ لاتهامهم بأنهم سمحوا لبومدين أن تفلت من بين أيديهم، حيث يقول وزير الداخلية التركي: "لم تخبرنا
فرنسا بوضعها قبل دخولها، لذلك لم يكن هناك أمر منع يقيد دخولها إلى تركيا".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن محكمة تركية كانت قد أصدرت أمرا للاتصالات لمنع الوصول إلى مواقع تعرض الرسوم المنشورة على غلاف مجلة "
شارلي إيبدو"، وذلك لأن محاميا في ديار بكر قدم عريضة للمحكمة، يقول فيها إن تلك المواقع تشكل خطرا على "النظام العام".