هاجمت الصحفية الإسرائيلية المعروفة سمدار بيري، المملكة العربية
السعودية بشدة واصفة إياها بالمكان الظلامي. ونددت بيري بجلد من قالت إنه "بدوي" بسبب أفكاره، في الوقت الذي شجبت فيه حادثة "شارلي إيبدو".
وانتقدت المختصة بالشؤون العربية ما قالت إنه تناقض السعودية في مطالبتها بحرية التعبير في العالم، حيث نددت بـ"الهجمة الإرهابية الجبانة" ضد صحيفة شارلي إيبدو، في الوقت الذي كانت تجلد فيه مواطنا سعوديا طالب السلطات بإدارة حوار ليبرالي "كما هو الحال في الدول المتنورة"، على حد قولها.
وقالت في مقالها في صحيفة "يديعوت"، إن أوائل الذين شجبوا عملية "شارلي إيبدو" في العالم العربي، كانوا بالذات موظفين كبارا في قصر الملك بالسعودية، "التي تعتبر مكانا ظلاميا"، على حد زعمها.
وكانت السعودية أدانت حادثة شارلي إيبدو في بيان قالت فيه، إن "المملكة إذ تدين وتستنكر بشدة هذا العمل الإرهابي الجبان الذي يرفضه الدين الإسلامي الحنيف كما ترفضه بقية الأديان والمعتقدات، فإنها تتقدم بتعازيها لأسر الضحايا ولحكومة وشعب جمهورية فرنسا الصديقة، وتتمنى للمصابين الشفاء العاجل".
وبينت بيري أنه "في الساعات التي سار فيها العالم محبوس الأنفاس في ضوء المطاردة للقتلة في فرنسا، جيء برائف بدوي، المدون ابن الـ 30 عاما، إلى وسط مدينة جدة، مكبل اليدين والقدمين ووجهه على الحائط، وقام شرطي بجلده بأحزمة جلدية خمسين مرة على مدى ربع ساعة".
وكانت محكمة سعودية أدانت بدوي بتهمة إنشاء موقع "الليبراليون السعوديون الأحرار" على الإنترنت، الذي أصبح محظورا، واتهمته بمهاجمة الإسلام، وأصدرت عليه حكما بالجلد ألف جلدة، إضافة لعشرة أعوام سجن وغرامة قيمتها 175 ألف دولار أمريكي.
وقالت بيري إن السلطات السعودية لم تستجب لنداءات منظمات حقوق الإنسان في أمريكا وكندا، ومضت في تنفيذ حكمها.
وبينت أن "الجلد يستهدف الإهانة، أما الحبس فيستهدف ردع كل من يحاول هز المؤسسة، والغرامة المالية جاءت لتهدئة روع حكماء الدين في ألا يرى بدوي النور".
وقالت: "لعبة القط والفأر بين الحكم النزّاع الى القوة وبين وسائل الإعلام في العالم العربي، تستمر أيضا بعد هزات (الربيع). من يرفع الرأس يدفع ثمنا باهظا. وفي أفضل الأحوال يطيرونه من العمل، وفي أسوئها إلى السجن".