علم مراسل "عربي21" في
صنعاء من مصدر مطلع أن القائد الميداني لجماعة "أنصار الله"
الحوثية، أبا علي الحاكم، أجرى لقاء سريا مع وزير الدفاع
اليمني محمود الصبيحي ووزير الداخلية جلال الرويشان، قبل يومين.
وقال المصدر المطلع الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، إن "اللقاء جرى التباحث فيه حول الوضع المتأزم في محافظة مأرب النفطية الواقعة شرق البلاد، في ظل إصرار الحوثيين على غزو المحافظة، وسط حالة من التأهب بين قبائل مأرب لصد عملية عسكرية ينوي مسلحو الحوثي شنها عليها".
وبين المصدر أنه "جرى التفاهم بين الطرفين، على احتواء الأزمة المتفاقمة في مأرب، مقابل تشكيل لجنة رئاسية يتم منحها صلاحيات إجراء تعديلات ناعمة في مختلف الوحدات المدنية والعسكرية بالمحافظة، بشرط حصول الحوثيين على نصيب من تلك التعديلات".
لجنة رئاسية
إلى ذلك، شكل الرئيس اليمني عبدربه منصور
هادي، الأحد، لجنة لمعالجة الوضع المتأزم في محافظة مأرب شمال شرقي صنعاء، ليعزز هذا القرار ما قاله المصدر لـ"عربي21".
وتكونت اللجنة، من وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، ووزير الداخلية اللواء جلال الرويشان، ووزير الإدارة المحلية عبد الرقيب الأسودي، وعضو عن مكتب الرئاسة اليمنية.
وكلّفت اللجنة، بحسب وكالة "سبأ" الرسمية، بـ"النظر في معالجة قضايا مأرب والجوف حسب اتفاق السلم والشراكة الوطنية، وذلك في ملحقه الأمني- البند الخامس".
ويمنح البند الخامس من المحلق الأمني من اتفاق "السلم والشراكة"، اللجنة إجراء تغييرات إدارية وأمنية وعسكرية في مأرب الواقعة شمال شرقي العاصمة اليمنية.
كيل بمكيالين
وفي السياق ذاته، رحبت قبائل مأرب بقرار الرئيس اليمني تشكيل لجنة حكومية لمعالجة قضايا محافظتي مأرب والجوف، بحسب اتفاق "السلم والشراكة" الوطنية، وعدّت ذلك "خطوة إيجابية في سبيل تعزيز جهود السلام والاستقرار في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها اليمن".
وأكدت قبائل مأرب في بيان وصل إلى "عربي21" نسخة منه، "استمرارها في مساندة كافة جهود الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية وكافة التوجهات الوطنية الرامية إلى إنجاح المرحلة الانتقالية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، ومحاربة الإرهاب والتخريب، للسير نحو معانقة الغد المشرق في ظل دولة اتحادية واحدة وموحّدة تتسع للجميع وتستوعب الآمال والتطلعات المنشودة".
وجاء تشكيل اللجنة الرئاسية من قبل الرئيس هادي، عقب رسالة تهديد مفتوحة وجهها المجلس السياسي لجماعة "أنصار الله" بنيته شن عملية عسكرية لاجتياح محافظة مأرب.
وأكد رجال القبائل "التزام أبناء محافظة مأرب باتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي وقّعت عليه المكونات السياسية في 21 أيلول/ سبتمبر من العام الماضي. وشدّدوا على "تنفيذ الاتفاق بصورة متكاملة، وبشكل لا يقبل الكيل بمكيالين".
وأشار البيان إلى أنه "ليس من مصلحة اليمن، التعامل مع قضاياه بطريقةٍ انتقائية، عبر التمسك ببعض النصوص والتنصل من الكثير منها، بدوافع مريبة ومثيرة للشك من شأنها الزج بالبلد في أتون الفوضى والصراعات السياسية والمذهبية".
ودعت قبائلُ مأرب الرئيسَ هادي إلى "إشراك لجنة الوفاق البرلمانية ضمن أيّ لجنةٍ جديدة لمعالجة قضايا محافظتي مأرب والجوف".
هادي غطاء للحوثي
من جهته، رأى الإعلامي اليمني محمد المهدي، قرار الرئيس هادي تشكيل لجنة لمعالجة الحالة المتأزمة في مأرب،"أمرا اعتياديا"، كون اليمنين اعتادوا منذ تولي هادي الحكم في البلاد أن "كل لجنة رئاسية تأتي لحل قضية يكون الحوثي طرفا فيها، فإنها تصب في مصلحة جماعة الحوثي، بل تعد بمثابة الغطاء الشرعي لتسليم المنطقة لميليشيات الجماعة"، وفق تعبيره.
وقال لــ"عربي21" إن "اللجنة التي من المقرر أن تنزل إلى محافظة مأرب النفطية، لا تخرج عن هذا الإطار المعتاد، وبدلا من إنزال الجيش لحماية البلاد، ومصالحها، يذهب الرئيس اليمني لأسلوبه الذي سلم من خلاله الوطن للحوثي".
ودعا المهدي قبائل مأرب إلى "التعامل مع لجنة هادي كطرف مفاوض باسم شرعية الحوثي المغلفة بهادي وحكومته"، وقال إن على القبائل الدفاع عن المحافظة، وعلى الشعب اليمني مساندة رجال القبائل في هذه المعركة الحاسمة.
لجنة هادي أخطر من الحوثيين
وفي سياق متصل، حذر الكاتب والمحلل السياسي مصطفى راجح أبناء محافظة مأرب، من اللجنة التي وجه بتشكيلها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لحل الإشكال في المحافظة.
وقال راجح في حسابه على "فيسبوك" إن "لجنة الرئيس هادي أخطر على محافظة مأرب، بمئة مرة من تهديدات الحوثيين". وتابع: "احذروها.. فقد فتحت لجماعة الحوثي مناطق ومحافظات ومعسكرات مستعصية".
وأوضح الكاتب راجح أن "البند الخامس من الملحق الأمني من اتفاق السلم والشراكة، يمنح اللجنة إجراء تغييرات إدارية وأمنية وعسكرية بمأرب، تأتي بشخصيات موالية للحوثيين تسهل لهم دخول المحافظة على غرار من عينوهم في مدن أخرى".
وهدد مستشار الرئيس هادي عن الحوثيين صالح الصماد، السبت، باجتياح محافظة مأرب عسكريا، في ظل استعدادات تجريها قبائل المحافظة لصد أي غزو حوثي عليها.