قال قائد مطارح القبائل في محافظة
مأرب، الشيخ أحمد بن وهيط، إن رجال القبائل مستعدون لصد أي هجوم حوثي مسلح على المدينة، محذّرا جماعة
الحوثي "من مغبة أي قرار عسكري قد تقدم عليه".
يأتي هذا في ظل استعدادات عسكرية يجريها الحوثيون، بهدف غزو محافظة مأرب ذات الغالبية السنية عسكريا، وسط تحذيرات من رجال القبائل من تداعيات هذا الأمر.
وأضاف لـ"عربي21" أن "الحوثيين يحاولون اختلاق الذرائع، فتارة يتهمون قبائل مأرب باحتضان عناصر تنظيم القاعدة، وتارة أخرى يتذرّعون بحماية المنشآت النفطية التي تعهد أبناء المحافظة بحمايتها، كونها ملكا للشعب
اليمني".
ونفى الشيخ وهيط وجود أي عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في صفوفهم، مشيرا إلى حديث الحوثيين بمبررات لغزو المحافظة.
واتهم وهيط إيران بدفع مسلحي الحوثي إلى اجتياح محافظة مأرب النفطية، بهدف السيطرة عليها، لافتا إلى أن مقاتلي القبائل المنتشرين على مختلف مداخل المدينة، تعهدوا بعدم السماح لميليشيات الحوثي المسلحة الدخول إليها، مهما كلفهم ذلك من ثمن".
وأكدت قبائل محافظة مأرب السنية، السبت، في رسالة وجهتها إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس حكومته، أن محافظة مأرب "تمر بمرحلة خطيرة وحساسة جدا، بسبب تهديد المليشيات بغزو محافظتنا تحت مسميات وحجج كاذبة".
وأشاروا إلى أن "قبائل مأرب خرجت لحماية أرضها، ومصالح اليمنيين، بأمر من الرئيس هادي شخصيا، كونها تحتضن مصالح حيوية من غاز ونفط وطاقة كهربائية".
وأشار إلى أن "أبناء مأرب لن يقاتلوا الحوثي وحدهم، فهناك توافد لمئات من مسلحي القبائل من محافظتي الجوف والبيضاء إليها، باعتبارها جزءا من إقليم سبأ، التي لا يمكنهم القبول بتمدد الحوثي المسلح إليها".
وذكّر وهيط زعيم الحوثيين، بمعارك محافظة الجوف التي خاضها مقاتلو القبائل هناك، مع المسلحين التابعين لجماعته، "التي انتهت بدحرهم وتكبّدهم خسائر في الأرواح والعتاد".
وخاضت قبائل محافظة الجوف معارك عنيفة مع مسلحي الحوثي، منتصف العام الماضي، خلّفت مئات القتلى والجرحى من الطرفين، لتنتهي المعارك بالتوقيع على اتفاق يقضي بوقف العمليات العدائية بينهما، فيما عدّه مسلحو القبائل بأنه "انتصار بفعل الضربات الموجعة التي تلقّاها الحوثيون في المحافظة".
وهدّد الشيخ القبلي الحوثيين بأن محافظة مأرب لن تسمح أن يتكرر سيناريو سقوط محافظة عمران والعاصمة صنعاء، "الذي كانت بتواطؤ من قبل وزير الدفاع اليمني السابق محمد ناصر أحمد".
وقال قائد مطارح نخلا في مأرب إن "رجال مأرب لن يسمحوا بأن تطالهم جرائم وانتهاكات مسلحي الحوثي التي حدثت في عمران، ومنطقة أرحب الواقعة شمالي صنعاء، عندما أقدموا على تفجير وتدمير المنازل ودور القرآن التابعة لأبناء القبائل هناك".
وتكمن أهمية محافظة مأرب في وجود حقول النفط فيها، ومنها يمتد الأنبوب الرئيس لضخ النفط من حقول "صافر" إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر غربي البلاد، كما يوجد فيها أنبوب لنقل الغاز المسال إلى ميناء بلحاف في محافظة شبوة (جنوبا).
إضافة إلى وجود محطة مأرب الغازية التي تمد العاصمة صنعاء وعدة مدن يمنية بالطاقة الكهربائية، إلى جانب أنها تعدّ من أهم المناطق الزراعية.
وفي تصريح صحفي، حذّر محافظ مأرب، سلطان العرداة، من تعرّض المصالح الحيوية في البلاد للخطر بسبب مساعي جماعة (أنصار الله) الحوثي لـ"زعزعة أمن واستقرار المحافظة التي تنتج أكثر من 70 في المئة من النفط والغاز للبلاد".
وقال العرادة، وهو زعيم قبلي من أبناء المحافظة، إن "مأرب ترتبط بحياة المواطنين اليومية، وعندما تتعرّض هذه المصالح (النفط والغاز) لأي اعتداء فإن تأثيرها يعم البلاد كلها"، داعيا جماعة الحوثي إلى "إيجاد الأمن في المحافظات التي سيطروا عليها قبل أن يتحدثوا عن أمن مأرب".
وكان مسلحو قبائل مأرب شرق اليمن، تمكنوا مطلع الشهر الجاري، من إحباط محاولة تسليم آليات ومعدات عسكرية ثقيلة لجماعة الحوثي، من قبل قوات الحرس الجمهوري التي كان يتزعمها نجل الرئيس صالح العميد أحمد، بهدف غزو مدينة مأرب النفطية، التي تشكل أغلبية سنية، فضلا عن كونها تقوم بتزويد العاصمة صنعاء ومدن أخرى بالطاقة الكهربائية.