قال مصدر حزبي سوري إن
النظام السوري قام بعمل "غربلة" لأسماء شخصيات معارضة قدمتها
روسيا قبيل دعوتهم لاجتماع موسكو.
وأكّد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الحكومة السورية "وافقت على أسماء المدعوين من
المعارضة" إلى اجتماع موسكو الذي تنوي الخارجية الروسية عقده نهاية الشهر الجاري بين وفد من المعارضين بصفتهم الشخصية وممثلين عن النظام، و"أعلمت موسكو برأيها بالمدعوين قبيل توجيه الدعوة لهم" بحسب وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء الاثنين.
وأشار المصدر إلى أن النظام طلب إبعاد من لم توافق عليه هذه القيادة، حيث تم حذف عدة أسماء واقتراح أسماء أخرى بديله عنها، ونوّه إلى أن الروس "التزموا بالقائمة النهائية التي اعتمدتها الحكومة السورية".
ولفت المصدر إلى أن النظام "لن يوافق على تغيير القائمة بأي قائمة جديدة كما تطالب بعض قوى المعارضة، أو حتى توسيع المشاركة، واشترط على الروس أن تعرّف المدعوين بالاسم بشكل مسبق وأن توافق عليهم قبل أن يسلّمهم الدبلوماسيون الروس الدعوات إلى اللقاء في موسكو"، وفق تعبيره.
يشار إلى أن اجتماع موسكو الذي تصر روسيا على عقده "بمن يحضر" ليس
مبادرة وإنما مساهمة في عقد لقاء لن يشارك في اجتماعاته أي مسؤول روسي، ولن تتدخل الخارجية الروسية بأي أمر وإنما تهتم فقط بتهيئة المناخ للسوريين ليتحاوروا. وسيتم الحوار بدون شروط مسبقة، وليس له محاور، وبالتالي فإنه ليس له جدول أعمال، والدعوات التي وجّهت هي دعوات شخصية ولم تُوجّه لفصائل المعارضة كتنظيمات. وبالتالي، فكل مدعو يمثل نفسه ولا يمثل أحدا آخر.
الائتلاف السوري يرفض مبادرة موسكو
إلى ذلك، قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خالد خوجا، إن الائتلاف غير مدعو للحوار في موسكو مع النظام، وإنما وجهت الدعوة لعدد من الشخصيات المعارضة، مشددا على أنه لا توجد مبادرة، ولكن دعوة روسية للحوار بين النظام والمعارضة.
وفي مؤتمر صحفي عقده في إسطنبول الثلاثاء، شدد الرئيس الجديد للائتلاف على أنه "ليس واردا لا للائتلاف ولا لأطياف المعارضة، الحوار من مبدأ التفاوض مع النظام، وإنما القوى الثورية في الداخل هي التي تحدد ذلك، كاشفا أن المبادرة هي مجرد أفكار، والائتلاف غير مدعو لموسكو كأكبر مظلة للمعارضة".
ولفت إلى أن "موسكو تدعو للحوار، وإن الائتلاف يتحاور مع أطراف المعارضة، من أجل عملية تفاوض لانتقال سلمي للسلطة، عبر هيئة انتقالية ذات صلاحيات دستورية، ومن غير هذا الإطار لا يمكن الجلوس على طاولة مع النظام، لتطبيق بنود اتفاق جنيف1".
وكان "ميخائيل بوغدانوف"، نائب وزير الخارجية الروسي، قد اقترح يوم الخميس قبل الماضي أن يلتقي ممثلون عن مختلف أوساط المعارضة السورية الداخلية والخارجية في موسكو، نهاية كانون الثاني/ يناير الجاري، قبل لقائهم المحتمل مع ممثلين عن النظام السوري، موضحًا أن الاقتراح يتضمن "استضافة اجتماع 20 أو 25 ممثلًا عن مختلف أوساط المعارضة السورية الداخلية والخارجية على حد سواء".