قال مصدر أمني عراقي الاثنين، إن "29 جنديا إيرانيا قتلوا في
العراق" في مواجهات مع
الدولة الإسلامية خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، في حين نفى نائب عراقي وجود جنود
إيرانيين في العراق من الأساس.
وقال مصدر أمني رفيع في وزارة الداخلية العراقية، رفض ذكر اسمه، إن "29 جنديا إيرانيا قتلوا في المواجهات ضد تنظيم داعش خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، في عدة جبهات قتال في العراق".
وفي السياق ذاته، اعتبر عضو لجنة الدفاع النيابية، شاخوان عبد الله، أن "وجود الجنود الإيرانيين في العراق لم يعد مخفيًا"، مشيرا إلى "وجودهم في مناطق المواجهات ضد تنظيم داعش في العراق، بما في ذلك المناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان (شمال العراق) والمركز (حكومة بغداد)".
وأشار إلى أن "عدد
قتلى الجنود الإيرانيين في العراق أكبر بكثير مما يتم إعلانه بشكل غير قانوني، لأن وجودهم في العراق دون موافقة البرلمان أمر غير قانوني، لذلك فإن هذه المسألة تعتبر حساسة للجانبين العراقي والإيراني".
وأضاف عبد الله أن "العشرات من الجنود الإيرانيين الذين يشاركون بأسلحة ثقيلة في المعارك ضد داعش، قتلوا أو جرحوا في المواجهات"، موضحا أن "الجنود الإيرانيين يتواجدون في أغلب جبهات القتال حاليا في الأنبار (غرب العراق)، وسامراء (شمالا)، كما أنهم شاركوا في المعارك في جلولاء والسعدية (شرقا)".
غير أن النائب حبيب الطرفي عن "التحالف الوطني" (أكبر كتلة في البرلمان العراقي، ينتمي لها رئيس الوزراء حيدر العبادي)، نفى وجود جنود إيرانيين في العراق من الأساس، وقال إنه "لا وجود للجنود الإيرانيين في العراق، وكل الأنباء التي تنشر في هذا المضمار بعيدة عن الصحة".
وأضاف أن "هناك متطوعين من إيران وباكستان وأفغانستان، ودول أخرى، لبوا دعوة المرجع الديني الأعلى (للشيعة)، وأتوا إلى العراق لمحاربة داعش، وما عداهم فإنه ليس هناك وجود لجنود إيرانيين نظاميين في العراق".
وتابع النائب: "هناك عدد من المتطوعين الشيعة، استشهدوا أو جرحوا في العراق، وكانوا قد شاركوا في المواجهات ضد داعش بملء إرادتهم،" مبينا أن "الجيش العراقي قوي حاليا وليس بحاجة إلى وجود جنود إيرانيين على أرض العراق".
ومطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، انتشر تسجيل مصور على شبكة الإنترنت، يظهر شخصا، يزعم نشطاء أنه الجنرال قاسم
سليماني قائد فرقة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني فرع الخارج وهو يرقص مع عناصر من ميليشيات شيعية عراقية، بجانب صورة فوتوغرافية يصافح فيها جنديا عراقيا بعد الانتهاء من عملية فك حصار الدولة الإسلامية عن بلدة آمرلي (شمال العراق).
ويعتبر قاسم سليماني رسميًا منذ عام 1998 القائد العام لما يطلق عليه اسم فيلق "القدس"، الذي يعدّ فرقة من الحرس الثوري الإيراني تتولى تنفيذ العمليات الخاصة خارج إيران.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية الإيرانية، فإنَّ قاسم سليماني يتبع مباشرة للقائد الأعلى للحرس الثوري، علي خامنئي، ويُقال إنَّ الأخير قد وصف قاسم سليماني بأنَّه "شهيد الثورة الإيرانية الحي".
ورغم النفي الرسمي من قبل طهران بالتدخل العسكري في العراق، فقد اتهمت أمريكا سليماني بالتدخل في العراق وزعزعة الأمن فيه. كما أن صحيفة واشنطن بوست الأمريكية وصفته بأنه من أهم صناع القرار في السياسة الخارجية الإيرانية. ونشرت صحيفة "غارديان" البريطانية في 29 تمّوز/ يوليو 2011 خبرا، قالت فيه إن نفوذ سليماني في العراق كبير إلى حد أن البغداديين يعتقدون أنه هو الذي يحكم العراق سرا.