ظهر عناصر من قوات "فتح العاصفة" ملثمين بالثياب السوداء ومزودين بكامل سلاحهم وعتادهم العسكري، تحضيرًا للاحتفال بذكرى انطلاقة حركة "فتح" الخمسين في مخيم
عين الحلوة.
وتحدث موقع "الجديد"
اللبناني عن أن قائد "الكفاح المسلح الفلسطيني" سابقا العميد محمود عبد الحميد عيسى (
اللينو)، أعد مفاجأة للجميع، حين رفع صور عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سابقا العميد
محمد دحلان في الاحتفال.
وقد شهدت ذكرى انطلاقة حركة "فتح" الخمسين كلمة نارية للعميد "اللينو"، مؤكدا أنه سيبقى ابن فتح، ولن يهتف لغيرها، واعدا بأنه سيستعيد الحركة من الفاسدين الذين يحكمونها، على حد تعبيره.
بين اللينو وفتح معركة إثبات وجود
وقال موقع "النشرة" اللبناني الإلكتروني، إن الأوضاع في مخيم عين الحلوة لا تبشر بالخير، وإن المخيم لا يكاد يخرج من مشكلة حتى يقع في أخرى أصعب منها، لكن في نهاية المطاف تبقى القوى الإسلامية المتطرفة هي الرابح الأول من التحول الحاصل في السنوات الأخيرة، الذي يعود بالدرجة الأولى إلى الترهل التنظيمي في صفوف حركة "فتح".
وأضاف الموقع أن هناك مقولة مشهورة في صفوف القوى الفلسطينية، مفادها أن "المخيمات بخير إذا كانت فتح بخير"، إلا أن الأخيرة ليست في أحسن أحوالها، لا سيما في عين الحلوة، الذي كان يعتبر معقلاً أساسيا لها، خصوصا في ظل الخلاف القائم مع القيادي المجمدة عضويته ورتبته في الحركة، محمود عبد الحميد عيسى (اللينو)، فقد كان يعد الرجل القوي في المخيم، القادر على وضع حد لتجاوزات "الإسلاميين".
وعلى مدى أشهر طويلة، سعت الكثير من القوى والشخصيات الأمنية والسياسية اللبنانية، إلى العمل على مساعدة الحركة في معالجة مشكلتها الداخلية، نظرا إلى تداعياتها الخطيرة على الأوضاع المحلية، لكنها فشلت في الوصول إلى نتائج إيجابية لأسباب عديدة.
واليوم تجد الحركة نفسها أمام معضلة قد تنفجر في وجهها، سببها الاحتفالات باليوبيل الذهبي لانطلاق الحركة، حيث يسعى كل فريق إلى إقامة مهرجان خاص به، يريد منه إرسال رسائل، إلى من يعنيهم الأمر، تؤكد حضوره الفاعل والوازن، متجاهلاً أن الخطر يكمن في القوى التي تسعى إلى سحب البساط من تحت الحركة.
في هذا السياق، تستغرب مصادر فلسطينية، التلهي الحاصل في هذه المشاكل، في الوقت الذي باتت فيه القوى المتطرفة هي الرقم الصعب على أرض الواقع، وتشير إلى أن عناصر "فتح" باتوا يتعرضون لاعتداءات متكررة من دون أن يكون لدى الحركة القدرة على لجمها، بالإضافة إلى الكثير من المشاكل التي يعاني منها أبناء المخيم على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية.
وترى المصادر أن الخطر الفعلي الذي يحدق بعين الحلوة يكمن في هذا الخلاف، فهو مصدر الضعف الأساسي الذي تستفيد منه القوى التي تريد القضاء على حق العودة من خلال استهداف المخيمات، وتعرب عن أسفها لأن قيادات "فتح" لا تدرك حتى الساعة أن الفلسطينيين سيدفعون ثمن ذلك غاليا.
يذكر أن حركة فتح في الأيام الأخيرة، وضعت اللمسات الأخيرة على استعداداتها لإحياء اليوبيل الذهبي لذكرى انطلاقتها يوم الأربعاء المقبل، في ظل عزم "اللينو" على إقامة حفل إضاءة الشعلة. ولم تنجح المساعي، التي قامت بها أكثر من جهة، في إيجاد حل يرضي الجانبين، وسط موجة كبيرة من الشائعات تكشف عن تصاعد المخاوف من حصول صدامات بين أنصار الحركة و"اللينو"، إلا أن مصادر متابعة تؤكد بأن الاتصالات ستبقى قائمة حتى اللحظة الأخيرة لتجاوز الوضع الصعب.