يبدو أن الحرب التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على
الدولة الإسلامية، باتت تفرض واقعاً جديداً عليها، ما دفعها إلى تغيير استراتيجيتها في الحرب، فبعد الضربات التي تلقتها "الدولة" في المناطق التي تسيطر عليها في شمال وغرب
العراق، بدأت تتجه أنظارها نحو الوسط السوري.
وتشير صحيفة "الأخبار" اللبنانية، في تقرير لها الأربعاء، إلى أن الدولة الإسلامية حوّلت في الأشهر الثلاثة الأخيرة، جزءاً كبيراً من اهتماماتها في اتجاه الوسط السوري، أي "محافظة حمص ومنطقتي القلمون الشرقي والأصفر جنوبي غربي البادية السورية، وكذلك في اتجاه الحدود اللبنانية، عبر التوسّع في جبال القلمون الغربي على حساب باقي المجموعات المسلّحة".
وبدأ التحالف الدولي بشن غاراته الجوية على الدولة الإسلامية بسوريا في الأسبوع الأخير من شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.
وتقول الصحيفة إن "التنظيم عمل في المرحلة الماضية على توسيع سيطرته إلى عدّة نقاط استراتيجية في شرقي محافظة حمص، تمكّنه في مرحلة لاحقة من الوقوف على مشارف مدينة حمص، وتحقيق تحوّلات جديّة على الحدود اللبنانية".
وتلفت الصحيفة المقربة من حزب الله، إلى أن الدولة الإسلامية تسعى الى "توسيع رقعة الاشتباك والتماس مع الجيش السوري وحزب الله في الغرب (ريف حمص الشرقي)، بالتوازي مع سياسة الترغيب والترهيب التي يتبعها لابتلاع مجموعات المعارضة المسلحة الأخرى".
العين على القصير
وتخلص الصحيفة، بعد تأكيدات وصلتها من أكثر من مصدر أمني لبناني وسوري، إضافة إلى مسؤولين بارزين في تيار المستقبل، إلى أن "
داعش يسعى عبر تحديد نقاط انطلاق في شرقي حمص، إلى الإعداد في المرحلة المقبلة لمهاجمة مدينة القصير السورية، مستفيداً من مبايعة عدّة كتائب محلية له، ومن قواتٍ إضافية قام بإرسالها مؤخراً لبناء قواعد انطلاق".
وتشير مصادر سورية لـ"الأخبار" إلى أن التنظيم "لا ينفكّ يهاجم نقاطاً للجيش السوري في جبال حسياء، ويهاجم مواقع جيش الإسلام والكتيبة الخضراء، وفي الوقت نفسه يكسب بيعات جديدة من قادة مجموعات مسلحة في المنطقة".
"غير أن القصير لا تبدو لقمة سائغة أمام أي تحوّل ميداني من هذا النوع". تقول الصحيفة، معللة الأمر بأن "المدينة أصبحت محصّنة جيداً وتحوّلت في العام الأخير مسرحاً للمناورات والتدريبات المشتركة بين القوات السورية وحزب الله".
وتختم الصحيفة تقريرها باستبعاد وجود تحولات جذرية في الحدود الشرقية اللبنانية، في منطقة جرود عرسال والقلمون، "بسبب قسوة الظروف المناخية على طرفي القتال، مع أرجحية للجيش السوري وحزب الله بسبب خطوط الإمداد المؤمنة نسبياً"، إلا أنها تتوقع أن يولي الجيش اللبناني هذه الجبهة اهتماماً كبيراً، خصوصاً مع حاجة المجموعات المسلحة في الجرود إلى السيطرة على قرى لبنانية.