قتل الشاب المسيحي بيير مدني أمام منزله بثلاث رصاصات أطلقها شاب من الطائفة العلوية في حي الأمريكان، في مدينة
اللاذقية، بعد خلاف شخصي نشب بينهما، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف في الحي، احتفالاً بعيد
رأس السنة الميلادية.
وبحسب شهود عيان، تحدثوا لـ"عربي21"، فإن الحادث لم يكن الأول من نوعه في الحي، إلا أن انتشار السلاح العشوائي في اللاذقية بين أيدي مؤيدي النظام من العلويين يجعله وسيلة لتصفية الحسابات، وغالباً ما تكون الأكثرية المعارضة السنية هي الهدف.
إلا أن استعمال السلاح ضد المسيحيين في تصفية الحسابات والخلافات يعدّ أمراً غير مسبوق، لاسيما وأن النظام دائماً يدّعي حماية الأقليات، ويلعب على هذا الوتر أمام الغرب خصوصاً، وفق ناشطين صرّحوا لـ"عربي21".
أما في مدينة
كسب، فيشير "أحمد" وهو ناشط من ريف اللاذقية، إلى وجود حركة نزوح بين الأرمن، بعد قيام النظام بالترويج لإشاعة عن عملية عسكرية محتملة لقوات المعارضة، مما تسبب بهجر المدينة مرة أخرى، بعد أن شهدت نزوحاً سابقاً، قبيل سيطرة قوات المعارضة على المدينة، في أواخر آذار/ مارس الماضي.
وأطلق النظام هذه الإشاعات بعدما سقطت قذائف عديدة في الساحة الرئيسية، بحسب المرصد التركي في جبل الأقرع، دون تحديد مكان إطلاقها.
وثار الهلع في صفوف المسيحيين الأرمن في المدينة، حيث اجتمع الأهالي مع قائد ميليشيا الدفاع الوطني في المدينة (تابعة للنظام)، الذي أبلغهم بأن هنالك عملية عسكرية قريبة.
وعلى إثر سقوط القذائف، قامت قوات الدفاع الوطني والجيش النظامي باستنفار كبير في المنطقة، بعيد خروج المدنيين باتجاه مدينة اللاذقية، إلا أن قوات المعارضة لم تؤكد قيامها بأي عملية عسكرية على المدينة، كما أنها نفت قيامها بأي عملية قصف استهدفت المدينة.
من جهته، أكد أحد الضباط الميدانيين لـ"عربي21"، أن ما قامت به قوات المعارضة هو تدمير دبابة في مرصد الـ45 بصاروخ "تاو" مصدره الفرقة الأولى الساحلية، نافياً أي عمل عسكري باتجاه مدينة كسب.
وبالتزامن مع ذلك، نشرت قوات النظام السوري مزيداً من العناصر في الجهة المقابلة لتركيا، خشية تكرار عملية الاقتحام التي تمت في نهاية آذار/ مارس الماضي.
سرقة لبيوت الأرمن
وفي أثناء ذلك، وبغياب المدنيين، تعرضت العديد من المساكن والأبنية لعمليات سرقة ونهب.
وأكد أحد جنود النظام أن عناصر الدفاع الوطني استغلوا غياب الأرمن عن بيوتهم، فقاموا بسرقة منازل عديدة، وهذا الجندي هو من أبناء مدينة اللاذقية، ويقاتل في صفوف الجيش النظامي، وتم نقله إلى مدينة كسب مؤخراً، بعد دفعه لرشوة كبيرة، بغية نقله من مطار دير الزور العسكري.
ويحاول الجيش النظامي منع أي عملية عسكرية لقوات المعارضة المنتشية بالنصر الكبير في وادي الضيف ومعسكر الحامدية، حيث كثف الطيران الحربي غاراته على المناطق كافة في ريف اللاذقية، بدءاً من جبل التركمان صعوداً إلى جبل الأكراد.
وبلغ عدد الغارات الجوية خلال اليومين الماضين أكثر من 20 غارة، رافقها قصف مدفعي وصاروخي عنيف، وأصيب على إثرها العديد من المدنيين، ومازالت الغارات مستمرة حتى الآن.
كما كثفت قوات المعارضة من ضرباتها الصاروخية على مناطق تمركز الجيش في المناطق المتاخمة لمدينة جسر الشغور، مما تسبب بقتل العديد من قوات الجيش النظامي وفق مصدر خاص من داخل المدينة، وكما تم نقل العديد من الحالات الخطرة إلى مدينة اللاذقية لعدم توفر العلاج اللازم في المدينة.