في بلدة صغيرة على أطراف محافظة
الكرك جنوبي الأردن، تقطن عائلة الطيار الأردني
معاذ الكساسبة (26 عاما) الذي وقع أسيرا بأيدي
الدولة الإسلامية، صباح أمس الأربعاء، بعد سقوط طائرته الحربية بمحافظة الرقة شمالي سوريا.
بلدة "عي" التي تطل على الأراضي الفلسطينية المحتلة احتشد أغلب رجالها، مساء أمس الأربعاء، مرددين دعاء واحدا بأن يعيد الله الطيار معاذ لوالدته التي أصيبت بانهيار عصبي فور سماعها نبأ أسر نجلها ومشاهدة صوره على وسائل الإعلام بعد وقوعه في قبضة "الدولة".
"
الأناضول" زارت دار ضيافة الكساسبة، حيث كان يجلس رجال وحتى أطفال صغار متلهفون لسماع تفاصيل رواها يونس الكساسبة نقلا عن شقيقه صافي الكساسبة (والد معاذ) حول اجتماعه الأخير، مساء الأربعاء، بالملك عبد الله الثاني وكبار المسؤولين الحكوميين والأمنيين في الدولة وقادة في القوات المشتركة للتحالف.
يقول يونس الذي كان غير قادر على تمالك نفسه وحبس دموعه: "أخبرونا أن ابننا كان يقود طائرته ضمن سرب مكون من 4 طائرات أخرى تابعة للتحالف عندما أسقطت طائرته، وحاول الطيارون الثلاثة الآخرون إنقاذه (لم يبيّن الطريقة)، إلا أنهم لم يستطيعوا قصف مواقع داعش أسفلهم خوفا من أن يصاب معاذ بأذى لأنه كان قد وقع بيد التنظيم".
ويضيف يونس: "حسب التفاصيل التي وردتنا فإن معاذا كان تلقى أوامر بالطيران على ارتفاع 400 قدم (علو منخفض) لتنفيذ غارات على مواقع لداعش في الرقة، قبل أن يتمكن مقاتلو التنظيم من اقتناص الطائرة بصاروخ حراري أصاب الطائرة وأدى لإسقاطها ونجاة الطيار الذي سقط بمياه النهر، قبل أن يهاجمه أكثر من 10 مقاتلين من التنظيم ويقتادوه لمكان غير معلوم".
عم الطيار الأسير الذي يخشى أن يشاهد ابن أخيه يواجه مصيرا قاسيا مشابها لما واجهه عدد من الرهائن الغربيين الذين أعدمتهم "الدولة" مؤخرا، مضى بالقول: "أتمنى أن يعود معاذ، الملك والمسؤولون أكدوا لنا أنهم سيعيدونه للأردن".
وبحسب ما رصد مراسل "الأناضول"، فإن دار الضيافة الخاصة بعشيرة "الكساسبة" لم تنقطع عن استقبال الحشود الكبيرة من سكان محافظة الكرك الذين جاءوا للتضامن مع ذوي الطيار وللتأكيد على موقفهم من الجماعات التي تقاتل باسم الدين، بحسب الحضور.
وعن شخصية معاذ، يقول أحد أقاربه: "معاذ شخصية محبوبة، ملتزمة بالدين، كان حلمه منذ الصغر أن يصبح طيارا يدافع عن بلاده، وهو اليوم يواجه مصيرا مجهولا لم يخطر ببال أحد".
وقال محمد الكساسبة لوكالة الأناضول: "معاذ تزوج قبل أشهر، لبى نداء الوطن وغاب عن منزله لأيام طويلة للمشاركة بالدفاع عن دينه ووطنه".
وأعلنت الدولة الإسلامية الأربعاء، عن إسقاط طائرة تابعة للتحالف الدولي قرب مدينة الرقة السورية وأسر قائدها الأردني معاذ الكساسبة، ونشر موالون لها صورا له على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) إن "هناك أدلة تشير إلى أن داعش لم تسقط الطائرة (الأردنية) كما تدعي المنظمة الإرهابية" في محيط مدينة الرقة، بحسب بيان للقيادة المركزية للجيش الأمريكي الذي لم يشر أيضا إلى طريقة سقوطها.
وخلال الأسابيع الماضية، تناوبت طائرات النظام السوري، وطائرات
التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية بقصف الرقة، التي يسيطر عليها التنظيم، ما أوقع قتلى وجرحى غالبيتهم من المدنيين، بحسب تنسيقيات معارضة.
وتشن الأردن بالتعاون مع دول التحالف العربي- الدولي غارات مكثفة منذ حوالي 3 أشهر على معاقل "داعش" في العراق وسوريا.