قال القيادي في حزب "العمل"
التونسي المحامي العيّاشي الهمّامي، إن فوز مرشح حزب "نداء تونس" الباجي قايد السبسي بالانتخابات الرئاسية هو "إعلان رسمي عن عودة
النظام القديم إلى الحكم بعدما استعمل
الإسلاميين واليسار معا".
وأشار الهمّامي إلى أن نتائج الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية أوجدت شعورا بخيبة الأمل لدى قطاع واسع من التونسيين، وقال: "للأسف الشديد، فإن الطبقة السياسية التونسية هي المسؤولة عن إعادة النظام القديم".
وأكد أن "التجمع الدستوري المنحل هو الذي استعمل الإسلاميين والمعارضة وأخرجهما من المشهد، ليعود إلى الحكم تحت اسم جديد هو (نداء تونس) مثلما فعل بن علي حين انقلب على بورقيبة واستبدل اسم حزب (الدستور) بـ (التجمع)"، مشيرا إلى أن "هناك شعورا بالخيبة لدى قطاع واسع من التونسيين الذين لا يجدون أنفسهم فيما انتهت إليه الانتخابات الرئاسية".
وأشار الهمّامي إلى وجود أوجه شبه بين ما يجري في تونس حاليا وما جرى في مصر وقبلهما يوم انقلاب الرئيس التونسي المخلوع عام 1987، وقال إن "النموذج المصري وربما التونسي عام 1987 يتكرر هذه الأيام في تونس، مع بعض الاختلافات البسيطة، فالمعارضة موجودة في البرلمان ومنظمات المجتمع المدني موجودة، والخوف من الإسلاميين موجود لدى قطاعات يسارية، لذلك فقد تحالفت مع النظام القديم".
وقال إن "بعض الإسلاميين يهادنون النظام القديم ـ الجديد خوفا من تبعات المواجهة، لكنني لا أعتقد أنهم سيفلحون في ذلك، فالأغلبية المسيطرة على (نداء تونس) هم من الإقصائيين وسيأخذون وقتهم الكافي قبل العودة إلى المحاكمات، لنعود نحن في منظمات المجتمع المدني للتحرك دفاعا عنهم".
وأضاف: "للأسف الشديد.. الثورة التونسية بصدد أكل نفسها، لكن هناك مؤشرات بالوعي والتشبث بأهداف الثورة، لكن لدى أطراف غير مؤطرة، وهذا يحتاج إلى جهد"، على حد تعبيره.
يذكر أن العيّاشي الهمّامي، هو واحد من النشطاء
اليساريين، وقد عمل ضمن منظمات المجتمع المدني مدافعا عن حقوق الإنسان لسنوات طويلة. ووقف إلى جانب المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية في تونس الدكتور المنصف المرزوقي، على الرغم من أن الجبهة الشعبية التي تعتبر الغطاء السياسي لعدد من الأحزاب اليسارية رفضت الوقوف إلى جانب المرزوقي، بدعوى أنه مرشح الإسلاميين.