قال أحمد الجار الله، رئيس تحرير صحيفة "السياسة" الكويتية، إن الرياض ستستضيف، خلال الأسبوع الأول من كانون الثاني/ يناير المقبل، قمة بين الرئيس
المصري عبد الفتاح
السيسي، وأمير
قطر،
تميم بن حمد آل تاني.
وأضاف الجار الله، المقرب من دوائر صنع القرار في القاهرة والرياض، الإثنين: "الاجتماع سوف يكون في يناير المقبل، ولن يكون عقب عودة الرئيس المصري من الصين مثلما يقول البعض، وذلك لأن مصر وضعت بعض المطالب وقطر في طريقها إلى إنهاء كافة الأمور العالقة".
ولم يوضح الجار الله طبيعة هذه المطالب، غير أنه أوضح أن الأمر متعلق بعدم استضافة المطلوبين للعدالة من جماعة الإخوان المسلمين.
وقال الجار الله، الذي التقى السيسي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، حيث أبلغه الأخير بعدم ممانعته في الترشح للرئاسة عندما كان يشغل حينها منصب وزير الدفاع، وأضاف إن "هناك إخوانا مسلمين مطلوبين للعدالة، متواجدون في قطر، وهم لديهم أيضاً جنسيات أخرى غير مصرية، ومن الممكن أن يذهبوا لتلك البلدان مثل الولايات المتحدة وتركيا".
وأشار إلى أن اعتراضات مصر بشأن لغة الخطاب الإعلامي القطري "لم تعد موجودة"، متوقعاً "إمكانية بث قناة الجزيرة مباشر مصر من القاهرة في الفترة القادمة، خاصة أن باب العلاقات المصرية القطرية أصبح مفتوحاً على مصرعيه".
وحول تفاصيل القمة المرتقبة، قال الكاتب الكويتي إن "أمير دولة قطر أبدى استعداده بشأن لقاء السيسي، لذلك أرسل مبعوثه الخاص للقاهرة.. وأن أهم ما سيشهده اللقاء هو إعادة اللحمة بين الطرفين وحل جميع القضايا على مستوى القيادتين المصرية والقطرية دون غيرهم في بلدانهم"، في إشارة لوسائل الإعلام والجهات الأمنية.
وتوقع الجار الله "عودة السفير المصري للدوحة خلال الفترة المقبلة"، من دون أن يحددها، مكتفياً بالقول "من الممكن أن تكون قبل عقد القمة".
وحول الخطوة التالية لوقف بث "الجزيرة مباشر مصر"، واحتمالات أن تمهد للإفراج عن صحفيي قناة الجزيرة، المتهمين في قضية تحريض على مصر، أوضح الجار لله "هذا ممكن .. لماذا لا يحدث لكن في النهاية هذه تفاصيل صغيرة أمام حدث كبير ولن يلتفت لها أحد".
وفي وقت سابق اليوم، استبعد مصدران مصريان رفيعا المستوى، عقد قمة بين السيسي، وتميم، خلال الأيام القليلة القادمة، لكنهما اعتبرا في الوقت نفسه أن الباب مازال مفتوحا أمام مفاجآت.
وقال المصدران الدبلوماسيان، وأحدهما مقرب من مؤسسة الرئاسة المصرية، والآخر من وزارة الخارجية المصرية، إن القمة التي تناقلت وسائل إعلام معلومات عن قرب عقدها، "لن تكون خلال أيام"، كما أنها لن تعقب زيارة السيسي للصين، مرجعين السبب إلى حاجة القاهرة للتثبت من حسن نوايا الجانب القطري قبل اتخاذ مثل هذه الخطوة.
وجاءت تلك التصريحات، قبل دقائق من إعلان قناة "الجزيرة مباشر مصر"، مساء اليوم على نحو مفاجئ، وقف البث "مؤقتا" من الدوحة لحين توافر "الظروف المناسبة لعودة البث من القاهرة".
وكانت السلطات المصرية أغلقت مكتب (الجزيرة مباشر مصر) بالقاهرة، عقب الانقلاب على الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي بساعات، قبل أن تستأنف عملها من مكتب جديد في الدوحة.