حذرت دار الإفتاء الليبية، عبر بيان صدر عنها، من وجود اختراق أمني من استخبارات خارجية للسيطرة على المساجد في
ليبيا.
ذكر البيان الصادر عن دار الإفتاء أن العديد من الشكاوى وصلته من طلبة العلم ورواد المساجد في ليبيا، بأن بعض المنابر تقوم بتشويه لعلماء البلد، والطعن في منهجهم في الفقه والفتوى، واتهامهم بتهم باطلة "حسب البيان"، لتسويق سياسة بلدان أخرى، مما سبب في فتنة بين عامة المسلمين في دينهم، وأثار الكثير من الفوضى واللغط في بيوت الله.
وأضاف البيان: "لا شكّ أن هذا اختراق أمنيٌّ واضح؛ لتقويض استقرار المجتمع الليبي عن طريق المساجد، والاستيلاء على منابرها بالقوة؛ لتنفيذ أجندة استخبارات أجنبية، باسم الكتاب والسنة، يقوم بها من يسمون (المداخلة) نسبة للشيخ ربيع المدخلي المقيم في
السعودية، ومهمتهم الحقيقية هي العمالة لجهات أجنبية، وشن حرب شعواء بالوكالة على استقرار ليبيا، وإفشال ثورتها، تحت شعار العمل بالكتاب والسنة، الذي يستهوون ويجندون به صغار الشباب وطلاب العلم؛ ليسيطروا على عقولهم؛ لتكون رهن إرادة شيوخٍ لهم بالخارج، ليس لهم من عمل هم الآخرون سوى تفريق الأمة، باسم الكتاب والسنة".
واصفا أن "عمل هؤلاء في مساجدنا هو مجردُ تلقي تعليمات أولئك من الخارج؛ لتفريق الناس، وإدخال الحيرة عليهم، وتعطيل رسالة المسجد الحقيقية، وعملُهم في الواقع هو جزء من عمل كبير ممنهج، يدخل ضمن الدور الذي يقوم به
حفتر في الجانب العسكري لتدمير ليبيا، والدوائرُ التي تشرف عليهم معا وتمولهم من الخارج واحدة".
ونأت دار الإفتاء بنفسها عن مسؤوليتها عن المساجد، وذكرت في البيان ذاته أن "مسؤولية إفسادِ هؤلاء للمساجد تقع على عاتق وزارة الأوقاف؛ لأنها الجهة التي تدير المساجد وتشرف عليها، ولا سلطان لدار الإفتاء عليها".
ويذكر أن تيار السلفية الموجود في ليبيا ينتمي أغلبه لطائفة المداخلة المنسوبة للشيخ ربيع المدخلي، ويضاف أيضا أن العديد من الفتاوى صدرت من الشيخ المدخلي تؤيد ما قام به اللواء المتقاعد "خليفة حفتر"، وفي ذات السياق فقد شاركت الطائفة المدخلية في عملية الكرامة، وظهر بعض شيوخهم عبر فضائيات محسوبة على عملية الكرامة تطالب بالسيطرة على المساجد ومنابر الفتوى والأوقاف.