هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مقالات مختارة
لقد ارتكبوا إبادة ثقافية بحق الشعب التركي!
نحن الآن نكتب اللغة التركية بالحروف اللاتينية، في حين أن أجدادنا كانوا يكتبونها بالحروف العربية.
ومن الجدير بالذكر أنه لم يكن هناك شيء اسمه "اللغة العثمانية"!.. هي في حقيقة الأمر تُسمى اللغة التركية، والاختلاف بينها وبين اللغة الحالية هو شكل الحروف التي تكتب بها اللغتان.
وليس هناك أي شك في أن اللغة التركية -أيام الإمبراطوية العثمانية- كانت أكثر ثراءً، لكن العقلية الـ "كمالية" هي التي ألقت على محيط اللغة التركية قنبلة نووية، حددت معالم تلك اللغة، لتصبح بسببهم مجرد بحيرة صغيرة!
من المؤسف أننا في هذه الأيام لا نعرف شيئاً عن هذه اللغة، التي كانت تكتب بالحروف العربية، حتى أن أكبر المثقفين في الوقت الراهن لا يمكنهم قراءة خطاب عشق خطته في يوم ما جداتهم لأجداهم!.. فهذه الحقيقة المرة التي توضح لنا كذلك أن كافة نصوص ما قبل عام 1928، باتت غريبة تماماً على نصوص اللغة التركية اليوم!.. ولم لا وقد ارتكب "الكماليون" إبادة ثقافية شاملة استهدفت الشعب التركي، حتى أضحينا بسببهم أناساً نعيش في مجتمع لا يستطيع حتى قراءة شواهد قبور أجدادنا، عجزنا عن ذلك.. والسبب هم!
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل على وجه الكرة الأرضية شعب آخر غيرنا اضطر لبذل جهود خاصة حتى يتسنى له قراءة خطابات الأجداد وشواهد قبورهم؟..واضطروا كذلك لتعلم لغة جديدة من أجل ذلك؟!
لقد وصف عالم التركيات الشهير "جيفري لويس" ما ارتكبه الكماليون -من إبادة بحق اللغة والأدب التركيين- قائلاً: "النجاح المأساوي!".
لكن العقلية القومية التركية المزعومة التي تُعتبر عدواً حقيقياً للهوية التركية، لم تكتفِ بهذا، بل قاموا بحظر الأغاني التركية القديمة في المذياع، وتم تحقير عدد من الأعمال الفنية التراثية لمجموعة من الفنانيين، كما منعوا تدريس الموسيقى التركية الكلاسيكية في دروس الموسيقى في المدارس التركية!
وحينما هب وزير المعارف في تلك الفترة لتدريس تلك الموسيقى، وغيرها من الأعمال التراثية، هاجت في وجهه المسارح والأوبرا والرقص الإيقاعي (الباليه)؛ وذلك لتجرئه على قول ذلك!.. بل وصل الحد إلى تبرؤ الكثير من الفنانين -في حقبة القوميين تلك- من الموسيقى والثقافة التركية القديمة بشكل مقزز للغاية!..فهؤلاء يمثلون جيلاً نشأ بأفكار تحمل عداوة دفينة لفنه وثقافته!
لقد استعمر "الكماليون" شعبهم!.. وعملوا على إعادة تشكيلهم من خلال الفصل بينهم وبين ماضيهم، وكأنهم أبناء مملكة استملكوها هم!
وكما قال المؤرخ التركي "عارف ديرليك": "كانت تركيا الدولة الوحيدة في العالم -في تلك الفترة التي تعيش "ثنائية الذات"!".. باتت دولة منفصلة عن ماضيها، بل وخلقت عداوة بين شعبها وبين ثقافته وماضيه وتاريخه.. كانت الدولة تنظر لشعبها من الخارج بطريقة مبتذلة!
لذلك فإن "الكماليين" الذين انطلقوا دفاعاً عن القومية التركية، قاموا باسم هذه القومية بتدمير كل الممتلكات الثقافية التي كانت سبباً في وجود هذا الشعب، ومحو أثر الموروث التاريخي الذي تكوّن على مدار قرون!
.. والآن نحن نحاول البحث عن أنفسنا من جديد!
عن صحيفة صباح التركية
ومن الجدير بالذكر أنه لم يكن هناك شيء اسمه "اللغة العثمانية"!.. هي في حقيقة الأمر تُسمى اللغة التركية، والاختلاف بينها وبين اللغة الحالية هو شكل الحروف التي تكتب بها اللغتان.
وليس هناك أي شك في أن اللغة التركية -أيام الإمبراطوية العثمانية- كانت أكثر ثراءً، لكن العقلية الـ "كمالية" هي التي ألقت على محيط اللغة التركية قنبلة نووية، حددت معالم تلك اللغة، لتصبح بسببهم مجرد بحيرة صغيرة!
من المؤسف أننا في هذه الأيام لا نعرف شيئاً عن هذه اللغة، التي كانت تكتب بالحروف العربية، حتى أن أكبر المثقفين في الوقت الراهن لا يمكنهم قراءة خطاب عشق خطته في يوم ما جداتهم لأجداهم!.. فهذه الحقيقة المرة التي توضح لنا كذلك أن كافة نصوص ما قبل عام 1928، باتت غريبة تماماً على نصوص اللغة التركية اليوم!.. ولم لا وقد ارتكب "الكماليون" إبادة ثقافية شاملة استهدفت الشعب التركي، حتى أضحينا بسببهم أناساً نعيش في مجتمع لا يستطيع حتى قراءة شواهد قبور أجدادنا، عجزنا عن ذلك.. والسبب هم!
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل على وجه الكرة الأرضية شعب آخر غيرنا اضطر لبذل جهود خاصة حتى يتسنى له قراءة خطابات الأجداد وشواهد قبورهم؟..واضطروا كذلك لتعلم لغة جديدة من أجل ذلك؟!
لقد وصف عالم التركيات الشهير "جيفري لويس" ما ارتكبه الكماليون -من إبادة بحق اللغة والأدب التركيين- قائلاً: "النجاح المأساوي!".
لكن العقلية القومية التركية المزعومة التي تُعتبر عدواً حقيقياً للهوية التركية، لم تكتفِ بهذا، بل قاموا بحظر الأغاني التركية القديمة في المذياع، وتم تحقير عدد من الأعمال الفنية التراثية لمجموعة من الفنانيين، كما منعوا تدريس الموسيقى التركية الكلاسيكية في دروس الموسيقى في المدارس التركية!
وحينما هب وزير المعارف في تلك الفترة لتدريس تلك الموسيقى، وغيرها من الأعمال التراثية، هاجت في وجهه المسارح والأوبرا والرقص الإيقاعي (الباليه)؛ وذلك لتجرئه على قول ذلك!.. بل وصل الحد إلى تبرؤ الكثير من الفنانين -في حقبة القوميين تلك- من الموسيقى والثقافة التركية القديمة بشكل مقزز للغاية!..فهؤلاء يمثلون جيلاً نشأ بأفكار تحمل عداوة دفينة لفنه وثقافته!
لقد استعمر "الكماليون" شعبهم!.. وعملوا على إعادة تشكيلهم من خلال الفصل بينهم وبين ماضيهم، وكأنهم أبناء مملكة استملكوها هم!
وكما قال المؤرخ التركي "عارف ديرليك": "كانت تركيا الدولة الوحيدة في العالم -في تلك الفترة التي تعيش "ثنائية الذات"!".. باتت دولة منفصلة عن ماضيها، بل وخلقت عداوة بين شعبها وبين ثقافته وماضيه وتاريخه.. كانت الدولة تنظر لشعبها من الخارج بطريقة مبتذلة!
لذلك فإن "الكماليين" الذين انطلقوا دفاعاً عن القومية التركية، قاموا باسم هذه القومية بتدمير كل الممتلكات الثقافية التي كانت سبباً في وجود هذا الشعب، ومحو أثر الموروث التاريخي الذي تكوّن على مدار قرون!
.. والآن نحن نحاول البحث عن أنفسنا من جديد!
عن صحيفة صباح التركية
0
المزيد من هذا الكاتب
