اعتقلت
الشرطة التركية رئيس تحرير صحيفة زمان، أكثر الصحف التركية توزيعاً، و26 شخصاً آخرين في مداهمات استهدفت أنصار الداعية الإسلامي فتح الله
غولن، الخصم الرئيسي للرئيس رجب طيب
أردوغان.
وتعد هذه أكبر حملة حتى الآن ضد أنصار غولن المقيم حالياً في الولايات المتحدة، والحليف السابق لأردوغان الذي يتهم بإدارة "دولة موازية" داخل
تركيا.
واعتقل 27 شخصاً على الأقل معظمهم من الصحفيين، وبينهم أكرم
دومانلي رئيس تحرير صحيفة زمان، كما اعتقلت السلطات مديراً تنفيذياً في تلفزيون سامانيولو الذي يعتبر مقرباً من غولن، إضافة إلى مدير تلفزيوني ومنتجين وكتاب سيناريو وعدد من ضباط الشرطة.
وأصدرت مذكرات
اعتقال بحق 31 شخصاً، بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء.
ويتهم هؤلاء بعدة تهم من بينها "تشكيل عصابة للسيطرة على سيادة الدولة"، كما ذكرت الوكالة.
ودان الاتحاد الأوروبي عمليات المداهمة والاعتقالات.
كما أعربت واشنطن عن قلقها بشأن الاعتقالات.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي، إن واشنطن "تتابع من كثب" التقارير حول المداهمات والاعتقالات.
وتأتي هذه العملية بعد يومين على إعلان أردوغان تنفيذ عملية جديدة ضد "قوى الشر" التي يتهم عدوه اللدود الموجود في المنفى بالولايات المتحدة بتحريكها، كما يتهمه بأنه نسق العام الماضي إطلاق التحقيق حول الفساد ضد أفراد من المقربين منه.
وتجمعت حشود صباحاً أمام مقر صحيفة زمان في ضواحي اسطنبول، ومنعوا الشرطة لفترة قصيرة من اعتقال دومانلي.
وأرغم الحشد الشرطة على مغادرة المبنى في الصباح، لكنها عادت بعد الظهر واعتقلته.
ورددت الجماهير "لا يمكن إسكات الإعلام الحر" في حين تحدى دومانلي قوات الشرطة باعتقاله.
من جهته، كان رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو قد قال في وقت سابق، إن "هذا اليوم هو يوم الاختبار، وسيدفعون جميعاً ثمن ما فعلوا وثمن سلوكهم المنافي للديمقراطية"، في إشارة على ما يبدو إلى بعض أنصار غولن.
وفي الشتاء الماضي، أعلن النظام الذي يحكم تركيا منذ 2002، الحرب على حركة غولن (73 عاماً) متهماً إياه بتشكيل "دولة داخل الدولة" والتآمر لإسقاطه.
ونفت حركة حزمة للداعية الإسلامي أي تورط في التحقيق حول الفساد الذي استهدف مقربين من الرئيس، وعلى غرار عمليات التدخل السابقة كلها التي استهدف معظمها تقريباً عناصر شرطة، نشر مستخدم غامض كل تفاصيل العمليات على تويتر قبل بدئها.
ونشر مساء السبت أسماء هؤلاء الصحفيين وكان بعضهم من الذين اعتقلوا.