حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (
يونيسيف)، الجمعة، من أن نحو مليون طفل في
جنوب السودان أجبروا على الفرار من ديارهم منذ اندلاع الصراع قبل عام، وأن بعضهم يعيش على تناول جذور الزنابق التي تنمو في الماء، وأنه قد تحدث
مجاعة العام القادم.
وأضافت المنظمة أن جماعات مسلحة تستغل نحو 12 ألف طفل، وأن أطفالاً آخرين عرضة بدرجة متزايدة للعنف والاستغلال الجنسي.
وقالت المتحدثة باسم "يونيسيف"، دوني بورتر، من العاصمة جوبا إن "الوضع على الأرض مروع".
وأضافت: "أسمع مراراً زملاء عملوا في الكثير من الحالات الطارئة يقولون: لم نشهد أبداً أي شيء بهذا السوء".
وأدى القتال بين الحكومة وقوات المتمردين الذي بدأ يوم 15 كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص، في أحدث دولة في العالم، الأمر الذي أعاد فتح صدوع بين الجماعات العرقية.
وقالت يونيسيف إن نحو 750 ألف طفل نزحوا داخلياً، وأكثر من 320 ألف شخص فروا إلى دول مجاورة.
وأضافت أن نحو 400 ألف خرجوا من التعليم، وأن معدلات سوء التغذية بين الأطفال زادت بأكثر من المثلين.
وقالت بورتر: "جنوب السودان نجا بصعوبة من السقوط في مجاعة هذا العام. نحن الآن في موسم الحصاد، لكن كل المخزونات نضبت بدرجة كبيرة للغاية، مقارنة مع العام الماضي".
وأضافت: "في العام الماضي عندما دخلنا الفصل العجاف، كنا في أزمة، وعند مستويات الطوارئ. وفي الموسم العجاف التالي، تبدو الأشياء محفوفة بمخاطر شديدة للغاية. وإذا تصاعد القتال فهناك من المؤكد مخاوف كثيرة مما سيفعله، وستكون التوقعات حينها مروعة".
وقالت بورتر إنها شاهدت في منطقة في وسط البلاد، أطفالاً يعيشون فقط على طعام من جذور الزنابق التي تنمو في الماء.
ونزح نحو مليوني شخص بسبب الحرب بين مؤيدي الرئيس سلفا كير، ومؤيدي نائبه المعزول ريك مشار.
ومعظم النازحين محلياً يقيمون في مناطق نائية دون مساعدات إنسانية.
وواجهت منظمات الإغاثة صعوبة في الوصول إلى العديد من المناطق بسبب القتال، ونقص الطرق الممهدة في جنوب السودان، الذي انفصل عن السودان في عام 2011، بعد
حرب أهلية طويلة.