قالت إنها انتقدت حزب الله لتحمي عنق زوجها من سكين النصرة ـ صحيفة النهار
تناولت صحيفة النهار اللبنانية، الإثنين، تقريرا يتناول قصة إنسانية حول منع زوجة الجندي اللبناني علي البزال الذي أعدمته جبهة النصرة مؤخرا، بسبب مواقف سياسية أطلقتها ضد حزب الله خلال اختطاف زوجها، ووصفتها الصحيفة بـ "الزوجة المغضوب عليها" رغم أنها ابنة عرسال أيضا.
وقالت الصحيفة في تقريرها "قاسية الحقيقة التي تمنع رنا الفليطي من مشاركة عائلة زوجها علي البزال استقبال وفود المعزين في بلدة البزالية. المرأة التي صرخت وبكت أمام الشاشات، وحملت الصخر بيديها لتقطع الطرق، وقصدت الجرود لاستجداء الرحمة لزوجها من قبل من لا رحمة في قلوبهم".
وأضافت النهار "تخنق الغصة رنا وهي تتحدث الينا عبر "الهاتف" قائلة: "استجبت لطلب أهل زوجي بعدم المشاركة بالعزاء في البزالية، فهم يخشون أن يتم التعرض لي بسوء أو بكلمة غير مناسبة لأن هناك الكثيرين الذين لا يقدّرون السبب الذي دفعني إلى مهاجمة "حزب الله" عبر الإعلام، فأنا كنت أسعى إلى استرضاء "جبهة النصرة" ولو بكلمة لكي أبعد السكين عن زوجي ولكي أمنع معاملة سيئة عنه".
وتتحدث بأسى عن اتهامها بأنها عميلة "للنصرة" وتنقل إليها تحركات الأهالي "وكأن الإعلام لم يكن يتابعنا لحظة بلحظة"، بحسب الصحيفة.
وتنفي أن يكون لديها شقيق مقرّب أو منتمٍ إلى "النصرة"، كما أشيع.
أمر مفاجئ
تروي رنا أنها لدى شيوع خبر الإعدام كانت متواجدة في عرسال، ومع قطع الطرق وتوتر الأوضاع، طلب منها ذووها عدم مغادرة البلدة، كما طلبت منها عائلة زوجها الأمر عينه. تقول إن الأمر ليس فيه تهديدات بالتصفية وردت في الساعات التي سبقت الإعدام، فقد "كان الأمر مفاجئاً".
وتضيف أن الشيخ مصطفى الحجيري لم يحضر إلى منزل ذويها الذي يقصده المعزون العرساليون، ولا حتى أي فرد من عائلة الشيخ. وتنفي أن تكون قد تواصلت مع الحجيري قبل الإعدام، لكنها لا تستبعد القيام بالأمر "حين أقوى على الحديث من أجل طلب التوسط لاستعادة الجثة".
المطرقة والسندان
بحزن، تقرّ رنا بالواقع الذي يجعلها اليوم بعيدة عن ابنتها مرام الموجودة في البزالية، "لا تنسوا اني سنية وزوجي شيعي وهناك حقدٌ عام على أهالي عرسال لكني ومن موقعي أريد أن أوجه رسالة إلى الجيش بأن يخلصنا من حكم "النصرة" و"داعش" وأناشد الحكومة بأن تجد مكاناً للاجئين السوريين خارج حدود عرسال، فنحن تحت الاحتلال ونتعرض للاعتداءات وللسرقة والنهب ونُطلب إلى التحقيق، فاذا بنا بين مطرقة هذا الوضع وسندان ما يُحاك عنا من مؤامرات". وتُردف ان شقيقها خابرَها هاتفياً من بريطانيا وطلب من العائلة مغادرة عرسال قائلاً: "اتركوا الجيش وجهاً لوجه مع النصرة".
"مجروحون مثلي"
تزوجت رنا من علي بعد علاقة حب قوية جمعتهما وسكنا في بلداه البزالية، و"لم نفكر حينها بالطوائف والاختلافات، وعلاقتي مع أهل زوجي كانت متينة جداً، وكذلك هي اليوم حيث نتواصل دائماً"، بحسب صحيفة النهار.
تتفهم رنا ردة فعل أهالي البزالية بعد إعدام علي "فهم مجروحون مثلي"، وتُحمّل الحكومة اللبنانية المسؤولية عما جرى. ولا تحسم شعورها براحة الضمير حول جهدها لمحاولة إنقاذ زوجها "كان عليّ ألا أنام وأن أشارك في قطع الطرق والاحتجاج ضد الحكومة طوال الوقت، لربما كنت أنقذت عليا...".