تسبب قرار أصدرته محافظة القاهرة بتسليم
دواب الجر المصادرة (الحمير، والخيل، وغيرها)، التي خالف أصحابها قواعد المرور، إلى حديقة الحيوان للتصرف فيها، في أزمة بينهم وبين نشطاء حقوق الحيوان، الذين أبدوا غضبهم من هذا القرار.
وقال النشطاء إن الأمر يؤدي في نهاية المطاف إلى ذبح تلك الدواب، وتحولها إلى طعام شهي لأسود حديقة الحيوانات، ما حدا بعدد منهم إلى تحريك دعاوى قضائية ضد المحافظة، متسائلين: "كيف يتصرفون فى ملكيات المواطنين هكذا، ومن أباح لهم ذبح الدواب لإطعام الأسود، دون الحصول على
حكم قضائي بإزهاق أرواحها؟".
فقد أصدرت محافظة القاهرة قرارا بتسليم دواب الجر إلى حديقة الحيوان للتصرف فيها.
وقالت إن ذلك يأتي في إطار جهود المحافظة للقضاء على المخالفات المتعددة في العاصمة، الأمر الذي لم تنفه الدكتورة فاطمة تمام، رئيسة الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، التي قالت إن القرار جرى اتخاذه بموجب اتفاق ودّي مع المحافظة.
ودافع خالد عبدالله، المتحدث باسم محافظة القاهرة، عن القرار بالقول: "نحن لا نصادر أموالا من مخازن أو محال، هذه مخالفات في الشارع"، زاعما أن ما يتم مصادرته أغراض خاصة بإشغالات، وذلك في محاولة لنفي المسؤولية القانونية عن المحافظة، بحسب جريدة "الوطن" الصادرة الأحد.
لكن النشطاء أشاروا -في المقابل- إلى أن مكتب المحافظ قال إنهم يسلمون الدواب المُصادرة لمديرية الطب البيطري، بينما تقول المديرية إنها تسلم الدواب لحديقة الحيوانات للإيداع، وليس الذبح، أو تقديمها للأسود، في حين تؤكد مديرة الحديقة أنها ليس لديها في الحديقة أماكن للإيداع، فمَن المسؤول إذن؟
وتساءلت الناشطة دينا ذو الفقار: "أي قانون يبيح للدولة مصادرة حيوان مملوك لشخص، وتقديمه طعاما مجانيا لأسود حديقة الحيوان؟".
في حين أكدت منى خليل، رئيس جمعية للرفق بالحيوان، أنها ومجموعة من محبي الحيوانات حركوا دعاوى قضائية بهذا الصدد ضد المحافظة.
وتساءلت: كيف يتصرفون في ملكيات الناس؟. وقالت: "هذه أمانة يُفترض أن يصدر بشأنها حكم قضائي قبل التصرف فيها، أو مصادرتها، أما ذبحها مجانا فأمر غير مقبول".
وغير بعيد علق بعض النشطاء على ما يحدث بالقول ساخرين: "الانقلاب الذي انتهك حقوق الإنسان، وارتكب المذابح بحق آلاف المواطنين، ليس غريبا عليه انتهاك حقوق الحيوان، وارتكاب المذابح أيضا بحقها".