بانسحاب
الجبهة السلفية وحزب الاستقلال من
تحالف دعم الشرعية بمصر مؤخراً؛ يصبح مجموع الكيانات المنسحبة من التحالف أربعة كيانات، الأمر الذي يُنذر - بحسب مراقبين - بمزيد من التفكك والتهديد الوجودي للتجمّع الذي يقود الاحتجاجات في البلاد منذ انقلاب 3 يونيو.
أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، محمد سودان، أكد أن الانسحابات "لن تؤثر بشكل كبير على أداء التحالف وزخمه في الشارع
المصري".
واستشهد سودان في حديثه لـ"عربي21" باستمرار المظاهرات الاحتجاجية "دون أي تراجع في حالة الزخم الثوري التي تتصاعد يوماً بعد الآخر"، معبّراً عن تقديره للأحزاب المنسحبة التي تحافظ على مواقفها الرافضة للنظام الحالي.
وكشفت مصدر مطلع لـ"عربي21" عن أن الجبهة السلفية تدرس بشكل جدي التراجع عن قرار الانسحاب من التحالف الذي اتخذته الخميس الماضي، وخاصة أن هناك اتصالات مكثفة تجريها عدة أطراف في هذا الصدد، مؤكداً أن الأمر سيحسم بشكل قاطع خلال الأسبوع الجاري.
الجماعة الإسلامية تنفي
وفي ذات السياق؛ نفى الدكتور طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية والقيادي بالتحالف، ما نشرته وسائل إعلام حول إعلان الجماعة الإسلامية الانسحاب من التحالف خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال الزمر لـ"عربي21": "هذه الإشاعات متكررة، وقد يكون رقمها 100، وما يجب أن يعلمه الجميع أن حزب البناء والتنمية والجماعة الإسلامية لهما مؤسسات يتم العمل من خلالها، ولا تتخذ مثل هذه القرارات إلا بالرجوع إليها".
وأضاف أن حزب البناء والتنمية مقتنع بأن أحد أهم شروط استكمال ثورة يناير يتمثل بالعمل على تأسيس جبهة وطنية تضم كل فصائل وقوى 25 يناير، "وهو ما أصبح ممكناً الآن بعد إعلان الدولة العميقة عن براءة نظام حسني مبارك"، مشيراً إلى ضرورة أن يتم تأسيس هذه الجبهة على القواسم المشتركة بين القوى الإسلامية والليبرالية واليسارية التي لا تزال تدافع عن ثورة يناير، "وخاصة أن المشتركات بين هذه القوى كثيرة".
وأوضح الزمر أن هذه الجبهة الوطنية منوط بها أن تضع برنامجاً شاملاً لاستكمال الثورة، وأن تحدد آفاقاً سياسية للعمل الثوري، وتتوافق على تصور لبناء الدولة فيما بعد إسقاط سلطة الانقلاب من خلال مرحلة انتقالية تشاركية قد تمتد لخمس سنوات، وبعدها يتنافس الجميع من خلال صندوق الانتخابات.
طبيعة الخلاف
من جانبه؛ أكد المتحدث باسم حزب الأصالة، حاتم أبو زيد، أن التحالف "مستمر في قيادة الحراك الثوري الذي لم يتأثر كثيراً بـ"الانسحابات".
وقال لـ"عربي21" إن القوى المنسحبة لم تشكك مطلقاً في عدالة قضية التحالف وصحة رؤيته، ولا حتى في خياراته، مشيراً إلى أن "المشكلة تكمن في أن بعضهم قد يحوّل خلاف التنوع بين مكونات التحالف إلى خلاف تضاد، ومن هنا قد يفكر في الانسحاب".
وحول طبيعة الخلافات التي تؤدي إلى الانسحاب؛ أوضح أبو زيد أن هناك من يعدّ قضية الهوية هي أساس الصراع، وآخرون يرجحون أن مواجهة التبعية للخارج هي القضية المحورية، في حين يرى قسم ثالث أن الحرية هي الأهم، مضيفاً: "في الحقيقة أن كل هذه القضايا التي يدور حولها الخلاف؛ مرتبط بعضها ببعض، ولا يمكن أن تنفصل بحال من الأحوال".
واجهة سياسية
أما رئيس حزب الإصلاح والقيادي بالتحالف د. عطية عدلان؛ فرأى أن الانسحابات "تهدد بانهيار التحالف وتفككه".
واستدرك أن "التحالف لا يزال قائما حتى هذه اللحظة، ويمكن أن يستمر لفترة طويلة بمكوناته الموجودة حالياً، مضيفاً: "قد يكون من الأصلح أن يستمر التحالف، على أن يكون واجهة سياسية لجبهة ثورية أخرى أوسع".
وقال عدلان لـ"عربي21" إن الشارع الثوريّ "لن يتأثر كثيراً بهذه الانسحابات "لأن الشباب أخذوا بزمام المبادرة ولا يعنيهم الحسابات السياسية للأحزاب"، مضيفاً أن "كياناً ما سيبرز في ثوب جديد إذا ما حُل التحالف".
خطأ التوقيت
بدوره؛ انتقد المهندس إيهاب شيحة، القيادي البارز بتحالف دعم الشرعية، توقيت انسحابي الجبهة الإسلامية وحزب الاستقلال، مشيراً إلى أنه جاء في وقت يدعو فيه الجميع إلى الاصطفاف في جبهة واحدة ضد "الانقلاب".
واستغرب شيحة في حديثه لـ"عربي21" تصريحات رئيس حزب الاستقلال مجدي حسين، التي انتقد فيها التحالف ووصفه بأنه "يفسر دعم الشرعية في نقطة واحدة هي عودة الرئيس مرسي"، مشيراً إلى أن الأمين العام لـ"الاستقلال" مجدي قرقر كان أحد واضعي رؤية التحالف التي لم يحد عنها.
وأضاف أن "التحالف مستمر في نضاله، ورؤيته واضحة ومحددة منذ أعلنها في نوفمبر 2013"، مؤكداً أنه "يطوّر أداءه طبقاً للمتغيرات على الأرض".
وقال إن الأيام تثبت صحة رؤية التحالف لمنهجية التغيير في مصر، متسائلاً: "ماذا حققت الكيانات المنسحبة حتى الآن".
وانسحبت أحزاب الوطن، والوسط، والاستقلال، والجبهة السلفية؛ من التحالف الذي لا يزال يضم في عضويته
الإخوان المسلمين وحزبه الحرية والعدالة، والجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية، بالإضافة إلى أحزاب الأصالة، والفضيلة، والتوحيد العربي، والراية، والإصلاح المصري، والحزب الإسلامي، وما يقرب من 22 حركة وائتلافاً.