أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) مبادرة لرفع مستوى الوعى بالثقافة الإعلامية والمعلوماتية في الشرق الأوسط.
وشملت مبادرة المنظمة الأممية عدة توصيات أبرزها: وضع وحدات تعليمية قابلة للدمج في المناهج الدراسية، وعقد ورش تدريبية لوزراء التربية والتعليم العرب، وتدشين الشبكة العربية للتربية الإعلامية والمعلوماتية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الذي احتضنه أحد فنادق القاهرة على مدار يومين، وانتهى الثلاثاء، وجاء بالتعاون بين المنظمة الأممية و"البرنامج التنموى السويدى الدولي"، واستضاف ممثلين عن 9 دول عربية لاستعراض تجارب بلدانهم المختلفة في مجال محو الأمية
المعلوماتية والإعلامية.
والدول العربية التسع هي: مصر، السعودية، قطر، الجزائر، ليبيا، المغرب، السودان، تونس، واليمن .
المبادرة ترتكز على تشكيل ائتلاف عربي إفريقي أسوة بالنموذج الأوروبي، وتحالف أمريكا اللاتينية الكاريبي المرتقب الإعلان عنه قريبا، على أن يكون هذا التشكيل معنيا بالتربية الإعلامية لدى الناشئة، باعتبارها أداة ناجعة لرفع الوعي بقضايا حرية الإعلام لديهم، وتعزيز قيم الحرية والمواطنة والمساواة، فضلا عن مناهضة الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون.
رانيا الحسيني، رئيس برنامج التربية الإعلامية والمعلوماتية بمركز الدوحة لحرية الإعلام (غير حكومية) لفتت إلى أن "الشرق الأوسط تأخر كثيرا في التصدي للأمية الإعلامية" متابعة أن "الأمية الإعلامية تمثل تهديدا أكبر في الدول التي تعاني أزمات سياسية وأحداث عنف خاصة بين فئات اللاجئين".
ومركز الدوحة لحرية الإعلام مؤسسة غير ربحية تعمل على الارتقاء بجودة المحتوى الإعلامي في العالم العربي.
ومضت الحسيني موضحة في تصريحات للأناضول، أن "مركز الدوحة لحرية الإعلام توجه بزيارات لمخيمات اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا، ورصد كيف تشكل الرسائل الإعلامية التي تبثها وسائل الإعلام المختلفة خطرا حقيقيا على اللاجئين الذين يتلمسون أخبار وطنهم من وسائل الإعلام دون أن يكون لديهم إدراك نقدي لماهية الرسائل التي تنقلها لهم تلك الوسائل"، على حد قولها.
وفيما يتعلق بمنهج التربية الإعلامية والمعلوماتية الذي توصي المبادرة بدمجه في المناهج الدراسية، قالت الحسيني: "بدأنا بالفعل تدريس هذا المنهج في أكثر من 100 مدرسة قطرية، وينقسم هذا المنهج لشقين الأول نظري والثاني عملي".
التقطت أطراف الحديث منها نعمات مصطفى، أستاذ التربية بجامعة السودان، والتي أكدت على أن "المؤتمر لا يهدف مطلقا لوضع قيود على استخدامات الشباب والنشء لوسائل الإعلام الاجتماعي، وإنما يهدف لتنمية وعي الشباب بخلفيات تلك التقنيات الواردة عليهم ليتعاملوا معها بعقلية ناقدة وليست متلقية فقط".
ومضت قائلة في تصريحات للأناضول: "نستهدف جعل المتلقي على دراية تامة بخلفيات صياغة الأخبار الإعلامية وكيفية تداولها ليكون قادرا على كشف التضليل الإعلامي والتصدي للأخبار المفبركة بدلا من أن يصدقها ويساهم في نشرها دون وعي".
حنان أشي، أستاذ الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز بالمملكة السعودية ركزت في كلمتها بالمؤتمر على نتائج دراسة بحثية أجرتها على المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية.
وأوضحت الدراسة أن 67% من السعوديين ليس لديهم وعي بمفهوم التوعية الإعلامية والمعلوماتية.
وقال فؤاد حلمي، أستاذ التخطيط بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنموية (حكومي)، في كلمته بالمؤتمر، إن "30% (ما يعادل 27 مليون نسمة) من سكان مصر يتعاملون مع الإنترنت وفقا لأحدث الإحصائيات الرسمية؛ ما يعني أن تفشي الأمية الأبجدية لم يعد عائقا أمام استخدام وسائل الإعلام الحديثة".