عادت كأس الخليج إلى حيث بدأت وستحمل
السعودية البلد المضيف وقطر آمالهما في التتويج بعدما حان "وقت الحصاد" في نهائي كأس الخليج لكرة القدم الأربعاء.
فالفريقان اللذان سمحت لهما مباراة الافتتاح في المجموعة الأولى بالتعادل 1-1 يوم انطلقت البطولة قبل نحو أسبوعين سيتوج أحدهما بطلا بعدما عبرا ستة منتخبات أخرى بأداء متطور وتقدم تدريجي.
وبينت كلمات لاعب الوسط السعودي فهد المولد رغبة في نيل اللقب الغائب عن بلاده منذ توج به للمرة الثالثة في 2003.
وقال المولد "تجاوزنا كل المراحل الصعبة في البطولة نحو المباراة النهائية، وحان وقت الحصاد وبذل ما نستطيع لخطف الكأس الخليجية.. بدعم الجماهير السعودية الكبيرة".
وجماهير الدولة المضيفة الكبيرة عزفت أو تكاد عن أربع مباريات سابقة لفريقها في البطولة تدرج خلالها المستوى منذ أحبطت
قطر البداية السعودية في انطلاقة أقل من المتوسطة للفريقين.
يومها افتتح المولد نفسه سجل التهديف في البطولة في شباك قطر خلال الشوط الأول أمام أقل من عشرة آلاف متفرج سعودي.
وتعادلت قطر بضربة رأس لمدافعها القوي إبراهيم الماجد.
لكن السعودية لم تستسلم لا للمعاناة ولا للضغط وقادها المدرب الاسباني خوان رامون لوبيز كارو لقمة المجموعة الأولى بانتصارين متتاليين على البحرين واليمن ولحقت بها قطر كأول فريق في تاريخ البطولة يتجاوز الدور الأول دون انتصار.
وهي إن لم تظهر قوية بما يكفي في المجموعة الأولى فإن ما فعلته أمام الإمارات في قبل النهائي كان كافيا لإثبات صلابة اللاعبين ومدربهم الاسباني.
وبدأت السعودية قوية جدا فسجلت هدفين متتاليين لناصر الشمراني ونواف العابد وسط سيطرة كاملة للاعبيها على المباراة. وحتى حين انتفضت الإمارات حاملة اللقب لتتعادل كانت الكلمة في النهاية سعودية بهدف حاسم لسالم الدوسري قبل دقائق قليلة من النهاية.
وبدا لوبيز كارو سعيدا في تناوله لصلابة لاعبيه وقال "كنا على علم بمكامن الفوز.. لكن الأمر يعود للتنفيذ وهذا يرتبط بالجانب النفسي والبدني للاعبين.
"هناك مجموعة من العوامل: أولا نحن عملنا مع المجموعة واستطعنا تكوين مجموعة قوية. من البداية كان كلامنا واضحا للاعبين وهو التنظيم الدفاعي وتقوية الجانب الذهني والحضور وشخصية الفريق."
لكن هذه الشخصية السعودية ستواجه تطورا قطريا قاده مدربها الجزائري جمال بلماضي ولاعبيه لا يقلون قوة بدنية.
وبدت قطر حتى وهي تتعادل في مبارياتها الثلاث فريقا متماسكا منظما قوي الدفاع. وما افتقدته من بصمة هجومية استعادته بثلاثية جميلة في شباك سلطنة عمان بعدما عوضت تأخرها لتفوز 3-1 في قبل النهائي.
وقال سعود المهندي نائب رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم "الترشيحات كانت تصب في مصلحة المجموعة الأولى عكس بعض التوقعات التي رشحت المجموعة الثانية. أعتقد أن سبب ذلك كان بناء على التعادلات في المجموعة الأولى ولكن الواقع يؤكد أن المستوى الحقيقي لفرق الأولى ظهر جليا في الدور نصف النهائي."
وأضاف "أثبت منتخبنا وشقيقه السعودي التفوق الواضح ولا جدال على أن فرق المربع الذهبي استحقت المنافسة على اللقب."
وستقود مهارات علي أسد وحسن الهيدوس التشكيلة القطرية أمام دفاع السعودية القوي بينما سيستعيد بلماضي صلابة مدافعه القائد بلال محمد الذي تعافى من إصابة أبعدته عن قبل النهائي وصار مستعدا للظهور في النهائي.
وحسمت لمستان من أسد لاعب السد المواجهة لقطر أمام عمان بعدما تماسك الفريق بشكل رائع وسيطر كليا بعد تأخره بهدف مبكر.
وقال أسد بعد الفوز يوم الأحد الماضي "منتخبنا الوطني لن يفرط في لقب خليجي 22 بعدما حققنا المراد ببلوغ النهائي."
وأضاف "أثبتنا بالأداء الذي قدمناه أمام المنتخب العماني أننا لسنا بمنتخب ضعيف وأن بمقدورنا صناعة التاريخ."
وفي وقت لاحق الثلاثاء ستلعب عمان ضد الإمارات لتحديد صاحب المركز الثالث في استاد الأمير فيصل بن فهد ذي السعة القليلة.
لكن فريقي النهائي سيستعرضان ما لديهما باستاد الملك فهد الدولي العملاق حيث يتوقع حضور أكبر للجماهير السعودية بعدما اتحد الغريمان الهلال والنصر في مطالبة المشجعين بدعم الفريق.
وأصدر الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس الهلال والأمير فيصل بن تركي رئيس النصر بيانا مشتركا لمطالبة الجماهير بملء مدرجات الاستاد الذي تبلغ سعته أكثر من 62 ألف متفرج بينما لا يتوقع أن يختلف حضور الجمهور القطري عن الأعداد القليلة التي دعمت الفريق في مبارياته الأربع السابقة.