أفاد ناشطون من غوطة
دمشق الشرقية أن وجود "تنظيم
الدولة الإسلامية"، انحسر على أطراف العاصمة دمشق، بعد المعارك الأخيرة مع فصائل متعددة في غوطة دمشق الشرقية، وما تبعها من معارك في جنوب دمشق، لينحصر وجود التنظيم في منطقة الحجر الأسود. كما شهدت غوطة دمشق الغربية انسحاب مقاتلي التنظيم منها باتجاه الرقة، بعد أن تركوا مقراتهم وباعوا أسلحتهم الثقيلة لباقي الفصائل في المنطقة.
وأوضح النشطاء أنه بهذا يكون التنظيم قد ابتعد فعلياً عن دمشق، وغادر أهم جبهاتها، ليتوسع في شرق الأراضي السورية وشمالها، حيث إنه لا وجود له في جبهات محافظتي درعا والقنيطرة.
وبحسب الناشط أحمد، فإن "تنظيم الدولة الإسلامية" توسع مؤخراً في القلمون، وخاصة بعد انقطاع الدعم عن معظم الفصائل العاملة في سورية، وتجفيف مصادر تمويل هذه الفصائل، ضمن خطة دولية أدت إلى دفع هذه الفصائل لمبايعة التنظيم، حيث اضطر الكثير من الألوية والكتائب في القلمون لمبايعة التنظيم بعد الحاجة الشديدة التي واجهتها، والترف المالي الذي يعيشه التنظيم في المقابل.
ومؤخراً أعلنت عدة مجموعات في المنطقة مبايعتها للتنظيم، أهمها مجموعة "المكحل" التي هاجمت مقرات لـ"جيش الإسلام" و"حركة أحرار الشام" في المنطقة.
وذكر أحمد أن التنظيم موجود الآن في منطقة بير القصب الاستراتيجية، التي تعدُّ نقطة مرور أساسية على الطريق الحربي الواصل بين شمال البلاد وجنوبها، حيث إنها قريبة من
الغوطة الشرقية ومن منطقة اللجاة، التي تمتد على مساحات واسعة تنتهي في محافظة درعا. وأشار أحمد إلى أن الوصول إلى بير القصب يعني الوصول إلى المحافظات الشرقية والشمالية في سورية عبر طرق لا يسيطر عليها النظام.
وتساءل مراقبون، عما سيكون هدف التنظيم التالي، وما إذا كان هذا الهدف هو القيام بعمل عسكري ضخم يهدف إلى السيطرة على منطقة العتيبة، التي شهدت الكثير من المعارك العنيفة بعد سيطرة النظام عليها، وتمكنه بذلك من إحكام الحصار على الغوطة الشرقية، وقطع الاتصال الجغرافي بينها وبين الشمال السوري المحرر.
والسيطرة على العتيبة تعني الوصول إلى أقرب الجبهات من العاصمة، كجوبر وغيرها من جبهات الغوطة الشرقية التي يعجز النظام عن استعادتها منذ شهور، كما تعجز فصائل المعارضة أيضاً عن التقدم باتجاه العاصمة بشكل فعلي.
وصول التنظيم إلى مثل هذه الجبهات مع الإمكانيات الضخمة التي يمتلكها من سلاح وآليات وعناصر مقاتلة وخبرات عسكرية، يشكل تهديداً فعلياً للنظام السوري الذي يحاول إبعاد الثوار عن حدود العاصمة بشتى الوسائل، ويعمل على إعادة الحياة الطبيعية إلى أحيائها.
سيطر الثوار في محافظة درعا والقنيطرة على نقاط استراتيجية مهمة، وبقي لديهم القليل للوصول إلى غوطة دمشق الغربية، وهذا الأمر يهدد النظام في دمشق بشكل فعلي. والنظام يعي أهمية هذا الأمر، ويعمل جاهداً لتثبيت خطوط الدفاع غرب دمشق. فهل سيصبح التهديد من الغرب والشرق، أم أن "تنظيم الدولة الإسلامية" ليس من أهدافه إسقاط النظام، والسيطرة على العاصمة دمشق؟