تنتظر تقنية
إنجاب أطفال الأنابيب من ثلاثة أشخاص (أب وأمَّين) موافقة البرلمان البريطاني، لتصبح المملكة المتحدة أول بلد في العالم يسمح بإجراء هذا النوع من التلقيح الاصطناعي، لمنع انتقال خلل وراثي يسبب ضعف البصر والعضلات من الآباء إلى الأبناء، وسط معارضة من البعض حيث يصفون الفكرة بأنها "غير أخلاقية".
وذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية، فى عددها الصادر اليوم الأحد، أن هيئة الخصوبة البشرية وعلم الأجنة فى
بريطانيا (حكومية) أصدرت تقريرها حول جدوى تلك العمليات، ووصفتها بأنها تقنية "واعدة" قد توفر مزايا محتملة تفوق مثيلاتها من عمليات أطفال الأنابيب التقليدية.
وأضافت الصحيفة أن نتائج هذا التقرير تأتي في توقيت حاسم، فيما تستعد الحكومة البريطانية للمضي قدماً في إقرار هذه التقنية، عقب موافقة البرلمان البريطاني عليها أوائل كانون الثاني/ يناير 2015.
ويشرح "دوغ تيرنبول" الباحث بجامعة "نيوكاسل" البريطانية، آلية إجراء تلك العمليات من "أمين وأب"، حيث يتم استخدام السائل المنوي للأب، مع بويضة من رحم الأم، إلى جانب بويضة إضافية أخرى من إحدى السيدات المتبرعات.
وأضاف أن هذه التقنية من شأنها أن تمنع إصابة المواليد بمرض يسمى "المصورات الحيوية" الذى يؤثر على طفل واحد من بين 6500 من حديثي الولادة كل عام، وقد يؤدي ذلك المرض إلى ضعف العضلات أو فقدان البصر أو القصور في أداء القلب.
ويأمل "تيرنبول" أن تحصل هذه التقنية على موافقة البرلمان، كي تتمكن المراكز المتخصصة من إجراء تلك العمليات فى عام 2015.
وتثير تقنيات التلقيح الاصطناعي من ثلاثة آباء الكثير من الجدل، لأنها تنطوي على ولادة أطفال من ثلاثة أشخاص، حيث يصفها المعارضون بأنها فكرة غير أخلاقية، وقد تؤدي ببريطانيا "للانزلاق في هاوية تصميم الأطفال".
ويُطلق على هذه الطريقة اسم "استبدال الميتوكوندريا"، وهذه التقنية لا تزال في مراحل الاختبار داخل المعامل الطبية في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
ولا يزال البعض يرى أن الأمر محفوفاً بالمخاوف حول سلامة العلاج، حيث يُتوقع عدم تطابق الحمض النووي في "الميتوكوندريا" من المتبرعة والحمض النووي للأم، مع عواقب لا يمكن التنبؤ بها للجنين.
وكانت لجنة علمية من الخبراء فى بريطانيا قد أكدت عدم وجود دلائل تشير إلى أن هذا الإجراء غير آمن، إلا أنها طلبت أن تكون هناك عمليات أكثر للتحقق من جدوى ذلك الإجراء.
وأشارت الحكومة البريطانية إلى أنه طالما سيتم تنظيم العملية بدقة، فيمكن للعلاج أن يمضي قدماً.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته الحكومة البريطانية فى آذار/ مارس 2014، أن قطاعاً كبيراً من البريطانيين يؤيد الفكرة.