يعاني المواطنون
الفلسطينيون في محافظة
طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، من توقف شبكة الأذان الموحّد في المحافظة منذ نحو شهر تقريباً.
وأثار هذا التوقف الكثير من التساؤلات في صفوف سكان المحافظة التي يبلغ عددهم 165 ألف نسمة، حول الأسباب الحقيقية لتوقف البث، حيث كان يعتقد في البداية أنه لأسباب تطويرية أو لأغراض الصيانة أو التحديثات الفنية كما يحدث في كثير من الأحيان.
وقال مدير أوقاف طولكرم، عدنان سعيد، إن المديرية تبلّغت منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بواسطة الارتباط الفلسطيني بقرار
الاحتلال وقف بث شبكة الأذان الموحد، بحجة أنه يشوّش على الأجهزة الإسرائيلية دون تحديد ماهيتها.
وأضاف سعيد، أن المديرية أحضرت جهازاً جديداً للبث على تردّد أقل غير أن سلطات الاحتلال ما زالت تتذرّع بحجة أن التشويش مستمر.
وأشار إلى أن شبكة الأذان الموحّد أنشئت في تسعينات القرن الماضي، وأن 123 مسجداً من مساجد محافظة طولكرم (عددها الإجمالي 173 مسجداً) مرتبطة بهذه الشبكة.
من جانبه، قال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، حسن خريشة، "إن الأذان الموحد أصبح روتيناً يومياً في حياة المواطن الفلسطيني، والاعتداء عليه اعتداء على مشاعر المسلمين".
وأضاف خريشة "إن هذا تنازل كبير يُقدّم للاحتلال، وأن خطورته تكمن في أنه يتساوق مع سلسلة مشاريع قوانين إسرائيلية في الكنيست لمنع الأذان في مساجد الداخل الفلسطيني والقدس المحتلة"، كما قال.
وحمّل خريشة، السلطة الفلسطينية ووزارة الأوقاف المسؤولية عن تداعيات الموافقة على المطلب الإسرائيلي بوقف الأذان الموحد، داعياً إياها إلى التحرّك العاجل لإعادة بثه.
وحذّر النائب الفلسطيني، من مغبّة أن يكون منع الأذان في طولكرم مقدمة لقرارات مماثلة في الداخل الفلسطيني والقدس ومناطق أخرى في الضفة الغربية المحتلة، واستغلالها لصالح مشاريع قوانين في البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" لمحاربة الأذان واستهداف شعائر المسلمين.
كما حذر خريشة من وجود علاقة بين قرار منع الأذان ومشروع "يهودية الدولة" التي يسعى رئيس حكومة الاحتلال لأخذ موافقة الطرف الفلسطيني عليها، كما نوّه إلى أن هذا القرار قد يكون له علاقة بما يجري من هبة شعبية في الأراضي الفلسطينية ومخاوف الاحتلال من أن يُستغل نداء الأذان في تحشيد الناس ضد الاحتلال.