قال الخبير الاقتصادي المقدسي، الدكتور رجا
الخالدي إن أسواق
القدس العربية، تعرضت لخسائر كبيرة منذ بدء موجات العنف التي تشهدها المدينة، والتي أشعل شرارتها خطف وقتل الفتى محمد أبو خضير من أمام منزله في بلدة شعفاط، شمالي القدس، في الثاني من تموز/ يوليو الماضي.
وأضاف الخالدي، أن نشاط الأسواق وحركة المستهلكين بالقدس تراجعت بنحو 30 في المئة، مقارنة مع الفترة التي سبقت استشهاد الفتى أبو خضير، الأمر الذي أثر على عوائد
التجارة وحركة الاقتصاد في القدس.
وكان ثلاثة مستوطنين إسرائيليين اختطفوا الفتى أبو خضير من أمام منزله في بلدة شعفاط، شمالي مدينة القدس المحتلة، قبل أن يقوموا لاحقاً بإحراقه حياً، كما جاء في اعترافاتهم للشرطة الإسرائيلية، ما أدى إلى اندلاع موجة احتجاجات واسعة في المدينة.
وتوقع الخبير الاقتصادي أن تؤدي عملية قتل خمسة إسرائيليين في كنيس يهودي أمس الثلاثاء، إلى هبوط حاد في الحركة الاقتصادية للأسواق المقدسية.
وقال الخالدي: "أنا أتحدث هنا تحديدا عن الأسواق العربية في المدينة المقدسة، خاصة البلدة القديمة".
وأضاف الخالدي أن التراجع لم يقتصر خلال الفترة الماضية على الاستهلاك المحلى ولكنه امتد إلى حركة السياح الأجانب في مدينة القدس والتي شهدت تراجعاً كبيراً منذ شهر تموز/ يوليو، حيث ابتعدت الوفود السياحية عن المدينة التي تشهد فوضى أمنية فيها.
وبحسب آخر الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، فإن عدد السياح الذين زاروا مدينة القدس، خلال الربع الثالث من العام الجاري، انخفض بنحو 27 في المئة، لأسباب مرتبطة بالحرب الإسرائيلية على غزة، والأحداث الأمنية في المدينة المقدسة.
وأشار الخالدي إلى أنه على الجانب الآخر، لم يكن حال الأسواق اليهودية أفضل حالاً من تلك العربية، حيث شهدت الحركة البيعية بها تراجعا خلال الشهور الأربعة الماضية، مشيرا إلى أنه يرى أن
الخسائر ستمتد إلى أن يعود الاستقرار للمدينة وأسواقها.
وقال تجار مقدسيون إن طواقم الضرائب الإسرائيلية في المدينة، بدأت منذ شهر حملات عقاب جماعية للمتاجر العربية في المدينة، بفرض غرامات عليها لأقل الأسباب.
وأضاف التجار أن الغرامات تفرض لسبب أو من غير سبب، في محاولة للتضييق على التجار، مشيرين إلى أن هذه العقوبات موسمية تتجدد عندما يكون هناك وضع أمني متوتر في المدينة، ومواجهات بين الشبان المقدسيين والشرطة الإسرائيلية.
ويشكل الاقتصاد المقدسي من إجمالي الاقتصاد الفلسطيني، نحو 15 في المئة، إلا أن الإجراءات الإسرائيلية والضرائب التي تفرضها على التجار، دفعت اقتصاد المدينة إلى الوراء لأقل من تسعة في المئة وذلك في شهر تموز/ يوليو الماضي.
وتشهد مدينة القدس المحتلة، منذ شهر تموز/ يوليو الماضي، مواجهات متفرقة بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، بعد حادثة خطف ومقتل الفتى الفلسطيني، محمد أبو خضير (17 عاماً)، على أيدي مستوطنين، وتصاعدت وتيرة تلك المواجهات خلال الحرب الإسرائيلية على غزة في شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس الماضيين، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين، وتخلل تلك المواجهات، اقتحامات مستوطنين ونواب إسرائيليين، لساحات المسجد الأقصى بالمدينة.