في الوقت الذي تحشد فيه الجبهة السلفية بمصر للنزول في
مظاهرات يوم 28 الجاري، والمشاركة بما أسمته "
الثورة الإسلامية"؛ يسارع النظام بأجهزته الأمنية والدينية والإعلامية، فضلا عن أذرعه السياسية والحزبية، لاتهامها بالدعوة إلى "العنف والتخريب بغرض إشاعة الفوضى في البلاد".
وبحسب مراقبين؛ فإن نظام عبدالفتاح السيسي سعى بكل الوسائل التي يملكها، إلى جر الحراك السلمي في
مصر لدائرة
العسكرة والعنف، بهدف تسويغ عملياته القمعية والوحشية في حق المطالبين بعودة الشرعية، إلا أن وعي الثوار حال دون ذلك.
في هذا الصدد؛ قال القيادي البارز بالجماعة الإسلامية والقيادي في التحالف الوطني لدعم الشرعية، المهندس عاصم عبد الماجد إن العسكر في مصر يدفعون باتجاه عسكرة الثورة، مضيفاً: "لقد فعلها الأسد في سوريا، والمالكي في العراق، ولا ندري إلى أين ستسير الأمور في مصر".
وأكد لـ"عربي21" أن "الثوار في مصر يحاولون الحفاظ على المسار السلمي للثورة، وتجنيبها الصدام المسلح"، مبيناً أن "الثورة قرار جماهيري، والثوار هم من يحددون آلياتها وأشكالها وأساليبها".
هوية الدولة
وتؤكد فصائل مشاركة في "الثورة الإسلامية" على سلمية فعالياتها، مشيرة إلى أنها "تهدف إلى الحفاظ على الهوية الإسلامية للدولة، واستعادة البلاد من أيدي العسكر الذين استولوا على السلطة من خلال انقلاب دموي" كما تقول.
واتهم رئيس حزب الأصالة المهندس إيهاب شيحة، الإعلام المصري بأنه يسعى لـ"شيطنة" الثورة الإسلامية لصالح النظام، ويصورها على أنها دعوة لثورة مسلحة، مؤكداً أن "المظاهرات القادمة موجة ثورية سلمية للحفاظ على الهوية الإسلامية وطابعها الثوري".
وأضاف لـ"عربي21": "نسعى من خلال ثورتنا إلى التأكيد على استمرار الحراك الثوري، وخاصة بعد أن تم تصوير السيسي في إعلام الانقلاب على أنه "الدولة، والوطن، والمستقبل، والأمل، والقوة".
وأكد شيحة أنه "لا تراجع عن الخروج والتظاهر مهما كلّف الأمر"، لافتاً إلى أن "البديل عن المظاهرات السلمية؛ هو الجلوس في البيوت، أو الثورة المسلحة التي لا نؤيدها".
وتابع: "نحن لسنا ثوارا من أجل الثورة، وليست المظاهرات إلا وسيلة لاستعادة حقوق الشعب المصري، وتطهير البلاد من الفساد".
القوة في السلمية
من جانبه؛ قال القيادي في حزب البناء والتنمية، الدكتور طارق الزمر، إن قوة الثورة المصرية تتمثل في سلميتها، بالإضافة إلى شعبويتها، واجتماع أحزابها ورجالها وشركائها.
وأضاف الزمر لـ"عربي21" أن "الثورة مستمرة أمس واليوم وغداً، ولا بد لها أن تتوسع لتشمل كل قوى ثورة يناير الحقيقية"، مؤكداً أن الثورة ستظل سلمية "رغم كل عمليات القتل والاعتقال وانتهاك الأعراض".
وقال إن النظام الانقلابي يستخدم كافة الأساليب القمعية لإجهاض ثورة الشعب المصري، الأمر الذي يوسّع من دائرة الثورة كردة فعل على هذا القمع، ويؤهل الشعب للقيام بانتفاضة شعبية سلمية عارمة، مشيراً إلى أن "غالبية ثورات العالم نجحت بالطرق السلمية، إلا أن تحيط بها ظروف استثنائية".
التحالف والإخوان يثمنان
وقال القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، الدكتور جمال حشمت، إن تحالف الشرعية وجماعة الإخوان المسلمين يثمّنان الدعوة التي أطلقتها الجبهة السلفية، مؤكداً أنهما سيكونان جزءاً من أي حراك ثوري على الأرض.
وتوقع حشمت في حديثه لـ"عربي21" أن تكون هناك مشاركة واسعة في مظاهرات "الثورة الإسلامية"، قائلاً إن "المشهد الثوري سيربك حسابات الدولة التي لا يمكن أن يديرها أحد دون موافقة أهلها".
وحول المخاوف من تحول مسار الثورة السلمي إلى العسكرة؛ قال حشمت: "لا أعتقد أن عسكرة الدولة سوف يقابلها عسكرة الثورة؛ بسبب الطبيعة السلمية للشعب المصري".
وأضاف: "رغم عمليات القتل والتنكيل والتعذيب والاعتقال، والملاحقات الأمنية للطلاب والطالبات من حرائر مصر الثائرات؛ إلا أن سلمية الثورة مستمرة؛ لتؤكد أنها خيار استراتيجي".