مرسي يكسر صمته ويتهم النيابة بجهل القراءة والكتابة

بعد صمت 35 يوما، تحدث الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، الثلاثاء، خلال مرافعة النيابة أثناء نظر قضية "التخابر"، متهمًا النيابة بـ"جهل القراءة والكتابة".

وكان مرسي تحدث آخر مرة في 14 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، أثناء نظر قضية أخرى، وهي قتل المتظاهرين المعروفة إعلاميًا باسم "قضية الاتحادية" إبان التظاهرات التي حدثت في محيط قصر الاتحادية الرئاسي في كانون الأول/ ديسمبر عام 2012.

وطلب مرسي حينها من هيئة الدفاع إقامة مؤتمر صحفي باسمه، لتوضيح أكاذيب الشهود في القضية، ثم التزم الصمت في الجلسات التالية.

وتحدثت النيابة خلال الجلسة التي خصصت الاثنين لمرافعتها عن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، فقالت إن "الإخوان قامت علي النظام الموازي للدولة، ففي الخفاء قام حسن الهضيبي (المرشد الثاني للجماعة ) بعيدًا عن الدولة بمفاوضات مع الإنجليز"، مستدلة على أقوالها بقضية منذ عام 1965 اعترف فيها المتهم، وهو المرشد العام الحالي محمد بديع، بأنه ذهب إلى إحدى القرى للتدريب على المعركة، وحمل السلاح ضد الدولة، قائلة: "فحَمَل المرشد ما شبّ عليه من أفكار إلى شيبته".

وواصلت النيابة قائلة: "قام الإخوان بتفجير حارة اليهود، واغتيال حكمدار القاهرة (سليم زكي) بقنبلة عام 1948، ثم اغتالوا محمود فهمي النقراشي، ثم حاولوا اغتيال الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، فما يحدث اليوم ليس ببدعة عن الإخوان، ولكنه استكمال لتاريخ أسود".

وأدت هذه المرافعة إلى مشادة بين النيابة والدفاع، الذي عقّب على مرافعتها، قائلا إن "النيابة تتحدث منذ ساعة عن قضايا سابقة لا علاقة لها بالقضية.. النيابة تتحدث عن تاريخ زائف".

ويتدخل القاضي محذرًا الدفاع من المقاطعة، ليرد الدفاع قائلا: " أنا أتحدث عن أصول قانونية تعلمناها"، ويعقّب مرسي منفعلا: "هذا وكيل نيابة لا يعرف القراءة والكتابة.. فهل سيعرف التاريخ؟".

ويرفع القاضي الجلسة بعد هذا الجدل، لتعود النيابة وتتحدث في صلب موضوع القضية، متهمة الرئيس الأسبق أنه "كان أسيرًا لتكليفات تأتيه من الخارج لتنفيذ مخططاتهم، والتي لم تكن لتحقق إلا بالفوضى".

وقالت النيابة إن حركة حماس الفلسطينية هي الجناح العسكري للتنظيم، وتكفلت بإعداد أعضاء الإخوان عسكريًا، وإحضار السلاح لإحداث الفوضي في 28 كانون الثاني/ يناير 2011.

وكانت الجلسة قد شهدت قيام المتهم محمد البلتاجي برفع لافتة من داخل القفص مكتوب عليها "إحنا اللي بتوع نهب الأراضي يا كذابين؟"، وذلك تعليقا على تقرير نشرته صحيفة مصرية يحمل اتهامات للبلتاجي بالحصول على أراضي الدولة.

وقرر القاضي تأجيل نظر القضية إلى جلسة الغد، لاستكمال سماع مرافعة النيابة.

ويحاكم في هذه القضية الرئيس الأسبق محمد مرسى، و35 آخرون من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان، وذلك لاتهامهم بـ"ارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومي، والتنسيق مع تنظيمات جهادية داخل مصر وخارجها، بغية الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية".