دعا المجمع الفقهي في
العراق رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى تحمل مسؤوليته، والتحري عن جريمة إعدام ميليشيا شيعية 85 مواطناً سنياً في محافظة
صلاح الدين، شمال العاصمة بغداد.
وقال المجمع الذي يعد المرجعية السنية الأبرز في العراق، في بيان تسلمت "عربي21" نسخة منه، إن "أعداء الله والإنسانية تمادوا في أعمال القتل والتهجير، وكان آخرها اختطاف 85 شخصا وإعدامهم بدم بارد".
واتهم المجمع الأجهزة الأمنية بالتقاعس عن تحمل المسؤولية، ما أدى الى زيادة العنف والاحتقان الطائفي، داعياً رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى التحري ومتابعة أعمال جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب في العراق.
إلى ذلك، قال مصدر من محافظة صلاح الدين إن مجموعة من ميليشيا الحشد المساندة للجيش العراقي هاجمت قرية القراغول التابعة لقضاء بلد واعتقلت 85 شاباً بشكل عشوائي وأعدمت 12 منهم بشكل فوري وسط القرية.
وتابع المصدر، وهو عضو في مجلس شيوخ ووجهاء صلاح الدين، في تصريح لـــ"عربي 21" إن الميليشيا، التي تستقل عربات مدرعة، وتحمل أسلحة ثقيلة ومتوسطة، اقتادت 73 شابا إلى خارج القرية، مبيناً أن دوريات للشرطة عثرت على 60 جثة من المعتقلين في منطقة شمال الخالص، فيما لا زال مصير 13 من المختطفين مجهولاً إلى الآن.
وأوضح المصدر أن الهجوم على قريتهم استمر لأكثر من أربع ساعات، قامت خلالها ميليشيا الحشد الشيعية بإحراق 13 منزلاً وعدد من السيارات، فضلاً عن سرقة محتويات عدد من المحلات التجارية، وعدد كبير جداً من المواشي، مبيناً أن سيارات حمل فارغة كانت بصحبتهم من أجل نقل المسروقات.
وكانت "هيئة علماء المسلمين" قد أكدت في وقت سابق أن ميليشيات الحشد الشعبي ترتكب جرائمها المنظمة وذات الطبيعة
الطائفية أمام أنظار المجتمع الدولي، دون أن يثير هذا أي اهتمام، مشددةً على أن هذه الجرائم تأتي لتحقيق مخططات حكومية، وبرعاية دولة إقليمية، وترمي الى إحداث تغييرات ديموغرافية في العراق.
يذكر أن منظمة العفو الدولية (آمنستي) ذكرت في وقت سابق أنها تمتلك أدلة تثبت أن ميليشيات شيعية تقاتل إلى جانب القوات الأمنية ارتكبت عشرات عمليات القتل بحق مواطني المكون السني في العراق، وتحدثت عن "إعدامات عشوائية".
وأضافت في تقرير لها أن مجموعات شيعية مسلحة تقوم أيضا بعمليات خطف للسنة، وتفرض على عائلاتهم دفع عشرات الآلاف من الدولارات لإطلاق سراحهم، ورغم دفع فدية ما زال العديد من الأشخاص معتقلين، كما قتل بعضهم.
وتابعت المنظمة الدولية أن الميليشيات الشيعية تستخدم الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بمثابة ذريعة لشن هجمات انتقامية ضد
السنة، وأشارت إلى أن هذه الميليشيات الشيعية تضم مجموعات مثل: "عصائب أهل الحق" و"كتائب بدر" و"جيش المهدي" و"كتائب حزب الله".